للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال إسحاق بن عقيل:

وذهب كثير من العلماء منهم ابن حزم، والقاضي عياض، والقسطلاني، والزرقاني، وكثير من المحققين -وهو الذي نختاره- إلى أن الأنبياء معصومون قبل النبوة من الكبائر والصغائر مطلقًا. قالوا: لأن مقترف الذنوب ممقوت عند الناس ويلازمهم عارها وعيبها بها (١).

وإنما بعث من نشأ على التوحيد، والأمانة والصدق، والأخلاق الكاملة، والصفات الفاضلة، وعلى إشراق أنوار المعارف، ونفحات ألطاف السعادة. بهذا تواترت الأخبار، وتعاضدت الآثار، عن الأنبياء جميعهم -صلوات الله وسلامه عليهم-. ولو وقع شيء من هذه المستحقرات قبل النبوة: لنقل ذلك لاعتناء النفوس، وتوافر الدواعي على البحث عن جميع أحوالهم ونقلها، من حين تخرجوا إلى الدنيا، إلى أن فارقوا الممات (٢).

وهذا القول هو الراجح.

رابعًا: عصمة الأنبياء بعد البعثة.

أولًا: بالنسبة إلى الكبائر.

فأجمع المسلمون على عصمة الأنبياء من الفواحش والكبائر الموبقات. وعصمتهم أيضا عما يصغر أقدارهم من القاذورات كالزنا والسرقة واللواط.

وكذلك الاتفاق من أهل الشرائع قاطبة على عصمتهم عن تعمد كل ما يخل بصدقهم فيما دلت المعجزة القاطعة على صدقهم فيه من دعوى الرسالة والتبليغ عن الله تعالى (٣).

ثانيًا: بالنسبة إلى الصغائر.

١ - من قال تقع منهم الصغائر.


(١) إعلام المسلمين بعصمة النبيين صـ ٢٠ - ٢١. وسيأتي تفصيل ذلك عند من يقول بعصمة الأنبياء من الكبيرة والصغيرة مطلقًا.
(٢) حجية السنة صـ ١٠٨ - ١٠٩.
(٣) الشفا بتعريف حقوق الصطفى ٢/ ١٥٨، المستصفى للغزالي ٢/ ١٨٨، المحصول لابن العربي ١/ ١٠٩، تفسير القرطبي ١/ ٣٢٠، الإحكام للآمدي ١/ ١٤٦، الفرق بين الفرق للبغدادي ١/ ٢١٠، البرهان في أصول الفقه للجويني ١/ ٣١٩، إرشاد الفحول صـ ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>