للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنص هو: وأمطر عليهم منا للأكل وبر السماء أعطاهم (مزمور ٧٨/ ٢٤).

فهل نزل المن من السماء وقد سماه داود - عليه السلام - مائدة في قوله عنهم: قالوا هل يقدر الله أن يرتب مائدة في البرية (مزمور ٧٨/ ١٩).

فمعنى نزوله من السماء أنه من جهة الله لا من جهة إله آخر.

ونص إنجيل يوحنا يبين أنهم طلبوا مائدة من السماء، ذلك أنه أعطاهم خبزًا من السماء ليأكلوا. وقول المعترض (ولعل قصة القرآن عن نزول مائدة من السماء. . .) نشأت من عدم فهم بعض آيات الإنجيل الوارد في متى ٢٦/ ٢٠: ٢٩، ومرقس ١٤/ ١٧: ٢٥، يوحنا ١٣/ ١: ٣٠

قصة العشاء الرباني الذي رسمه المسيح تذكارًا لصلبه.

ولعل الكلام السابق الذي ذكرناه يرد على قوله هذا.

وثم أمر آخر وهو كأنه يريد أن يصرف المسلمين وغيرهم عن موضع المائدة في الأناجيل؛ لأنها كلام صدر عن المسيح في شأن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (١) كما في إنجيل يوحنا.

وأخيرًا كيف ينكرون المائدة مع أنهم يحتفلون بها ولهم عيد يسمى بعيد المائدة؟ (٢)

قال ابن تيمية: الخميس الذي يسمونه الخميس الكبير يزعمون أن في مثله نزلت المائدة التي ذكرها الله في القرآن حيث قال: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المائدة: ١١٤] فيوم الخميس هو يوم عيد المائدة. (٣)

ثانيًا: قصة العشاء الرباني. (٤)


(١) راجع إنجيل يوحنا الإصحاح السادس.
(٢) في الأسبوع الأخير من صيامهم يعظمون هذا الأسبوع فيسمون الخميس بالخميس الكبير والجمعة بالجمعة الكبيرة.
(٣) اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية (٢١٤).
(٤) باختصار من كتاب (تأثر المسيحية بالأديان الوضعية) د/ أحمد علي عجيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>