للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام وقضاؤه على الشذوذ: يحكي ول ديورانت عن فترة من فترات الدولة الأموية فيقول: ونشأت طائفة من المخنثين المحترفين تشبهوا بالنساء في ثيابهم وعاداتهم، يضفرون شعورهم، ويصبغون أظافرهم بالحناء ويرقصون الرقص الخليع. وعاقبهم سليمان بن عبد الملك بإخصاء من كان في مكة من المخنثين، وأبصر الهادي امرأتين تباشران عملية السحاق فأمر بقطع رأسيهما على الفور (١).

والإسلام يفرق بين الزينة التي تستعملها المرأة والزينة التي يستعملها الرجل وهناك زينة مشتركة بينهما.

[الوجه السادس: أنواع استعمال الكحل عند العرب.]

يستعمل عندهم لعدة أغراض سواء للرجال أو للنساء: من ذلك: كحل زينة وكحل طبي:

قال د. جواد علي: واستعمل الإثمد والكحل في معالجة الرمد، كما استعملوا قطرات من أدوية استحضروها مثل ماء الكمأة في معالجة أمراض العين. وذكر إن الإثمد يحد البصر، ويقوي النظر. والكحل، من جملة مواد تطبيب العيون، ومن جملة وسائل الزينة كذلك. يستعمله الرجال والنساء. وقد كان معروفًا عند الشعوب الأخرى، يصنع من حرق اللبان أو قشور اللوز، ومن السخام المتبقي من حرق بعض الدهون والزيوت. وقد عرفت مكة لصنع الكحل قبل الإسلام، ولا تزال مشهورة به، وقد كان الناس يحملون المكاحل في جيوبهم ويحتفظون بها في بيوتهم، يعملونها من القرون أو المعادن، ويبالغ الأغنياء منهم في زخرفتها وفي تزيينها للتبجح بها عند إخراجها أمام الناس (٢).

فيتبين من ذلك أن العرب تكتحل كناحية طبية.

قَالَتْ زَيْنَبُ وَسَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدِ اشْتكَتْ عَيْنَهَا أَفَتكحُلُهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا". مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا هي أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ،


(١) قصة الحضارة ١٣/ ٤٨٨.
(٢) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ١/ ٤٩٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>