لعدم مقابلة الجاهل حسب حماقته، ثم يعود ليدعو إلى مقابلة الجاهل حسب حماقته، ليترك للقارئ دهشًا لا يدري بأي الوصيتين يعمل، يقول السفر:"لَا تجاوِبِ الجْاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلَّا تَعْدِلَهُ أنتَ. جَاوِبِ الجْاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلَّا يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ. "(الأمثال ٢٦/ ٤ - ٥)، فكيف يقابل أولئك الذين يهتدون بهدي الكتاب حماقة الجاهل؟ .
٤ - ومن التناقضات التي وقع فيها كُتَّاب التوراة أنه جاء في سفر الملوك أن الله وعد داود فقال:"وَيَكُونُ لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ وَبَيْتِهِ وَكُرْسِيِّهِ سَلَامٌ إِلَى الأَبَدِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ". " (الملوك (١) ٢/ ٣٣).
لكن في سفر صموئيل ما ينقض ذلك تمامًا، فقد قال له الله: "وَالآنَ لَا يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الحثِّيِّ لِتكُونَ لَكَ امْرَأَةً. " (صموئيل (٢) ١٢/ ١٥)، فهل وُعِد بالسيف الأبدي أم بالسلام الأبدي، فالسيف والسلام ضدان لا يجتمعان.
رابعًا: التناقض التاريخي
ومن تناقضات العهد القديم التناقض في وصف أشياء محسوسة محددة، أو أخبار تاريخية معينة ذكرت في أكثر من موضع في أسفار التوراة، ولم يتنبه الكتبة الملهمون إلى تناقضهم مع نصوص سابقة:
١ - ومنه أنه جاء في سفر الأيام وصف دقيق للمذبح النحاسي الذي صنعه سليمان، ومما جاء في وصفه أنه " وَيَسَعُ ثَلَاثَةَ آلَافِ بَثٍّ." (الأيام (٢) ٤/ ٥).
وكان سفر الملوك قد أورد وصفًا دقيقًا للمذبح يتطابق مع ما جاء في سفر الأيام غير أن سعة المذبح تختلف بنسبة ٣٣% إذ جاء فيه". يَسَعُ أَلْفَيْ بَثٍّ." (الملوك (١) ٧/ ٢٦).
فهل نسي الروح القدس ما كان أملاه أم ماذا سبب هذا التفاوت بين الرقمين؟
٢ - ويذكر سفر الملوك أن لسليمان أربعين ألف إصطبل لخيوله، فيقول: "وَكَانَ لِسُلَيمانَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ." (الملوك (١) ٤/ ٢٦).
وهذا الرقم كبير جدًّا، خاصة مع صغر أورشليم زمن سليمان عليه السلام، وهو على