للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد حدث الخلاف أيضًا بين علماء النصارى حول اللغة التي كتب بها إنجيل متى:

فقد اتفق الجمهور على أنه كتب بالعبرية أو السريانية، وربما كان مستندهم في ذلك قول بابياس: "إن متى كتب الأقوال باللغة العبرانية". ولكن وقع الخلاف أيضًا بينهم في اسم متى.

وإذا كانوا قد اتفقوا على أنه كتب بالعبرانية، فإنهم قد اتفقوا أيضًا على أن أقدم نسخة عرفت شائعة رائجة كانت باليونانية ومعنى هذا: أنه على اعتبار أنه كتب بالعبرية فإن تلك النسخة الإنجيلية مفقودة ولا يستطيع أحد أن يتكهن أين هي؟ .

ومع أن الجمهور على القول بأن الإنجيل كتب بالعبرية إلا أن الدكتور "بوست" في "قاموس المتاب المقدس" يقول: "إن هناك من يقول إنه كتب باليونانية، ثم يرجح أنه ألف باليونانية، مخالفًا بذلك إجماع مؤرخيهم". (١)

[أين كتب هذا الإنجيل؟]

" هناك شواهد قوية تشير إلى أنطاكية باعتبارها موطنه الأصلي، ولما كان من الصعب ربط الإنجيل بمدينة محددة مثل "أنطاكية" فمن المناسب إذن أن نقول بأنه يأتي من مكان في المنطقة المحيطة بها، أو أي مكان ما يقع في شمال فلسطين". (٢)

يقول جرجس زوين اللبناني فيما ترجمه عن الفرنسية: "إن متى كتب بشارته في أورشليم على ما ذهب إليه القديس إيرنموس" (٣)

[متى كتب إنجيل متى؟]

ونجد أيضًا الخلاف في هذا الأمر واسعًا بين علماء الكتاب المقدس، ولم يستطع واحد منهم تحديد الوقت الذي كتب فيه هذا الإنجيل بالضبط. فالخلاف يمتد من سنة ٣٩ وحتى سنة ٦٥ م، ولا نعرف في أي السنوات من هذه إلى تلك كتب إنجيل متى. (٤)


(١) المصدر السابق (٤٨).
(٢) الأناجيل أصلها وتطورها (١٤٠).
(٣) محاضرات في النصرانية (٤٧).
(٤) الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٣٠ - ١٣٣) وانظر أيضًا: محاضرات في النصرانية (٤٨ - ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>