للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - مرادفة (من).

٨ - المقايسة: وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق، نحو قوله تعالى: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}.

٩ - التعويض: وهي الزائدة عوضًا من (في) أخرى محذوفة، كما في قوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}، والمقصود أن كلًا منهم يضع طرف إصبع واحدة من أصابعه عند فتحة الأذن، لا في داخلها.

ومنه قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، ولم يجعل المولى الإنسان خليفة في الأرض، أي في باطنها بل على سطحها، وقوله تعالى: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} أي تحاجوننا بشأن الله، وقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} أي: صواب نواحي السماء وليس في السماء فعلًا.

ونقرأ: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ} والإنسان لا ينفق ماله في الرقاب وإنما لعتق الرقاب، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} أي: مقابلة جريمة القتل وتعويضًا لأهل القتيل، وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤)} ومعلوم أنهم ليسوا في الأنهار، إنما تجري الأنهار من تحتهم.

١٠ - التوكيد وهي الزائدة لغير التعويض (١).

[الوجه الثالث: تعدد معاني (في) في الكتاب المقدس.]

وكذلك في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة على ما نقول، وهذه هي طبيعة اللغة، سواء في كتاب الله - عز وجل - أو في كلام أهل الكتاب أو في أي كلام آخر، وإليك بعض هذه الأمثلة:

(كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ) (تكوين/ ٢: ٥).


(١) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب (١/ ٢٢٥) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>