٣ - الوضوح: مما تتميز به رسالة الإسلام في أصولها وقواعدها ومصادرها ومنابعها وأهدافها وغاياتها ومناهجها ووسائلها. وأول ما يبدو لنا واضحًا في أصول الإسلام وقواعده عقيدة التوحيد التي لا مكان فيها لتأليه بشر أو حجر. ولذلك كان نداء الإسلام الأول لأهل الكتاب قوله تعالى {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)} [آل عمران: ٦٤].
٤ - حفظ الله للقرآن الكريم: إذا نظرنا نظرة واقعية إلى نصوص الكتب المقدسة قبل نزول القرآن الكريم يتضح أنها متضاربة تختلف في الأمر الواحد وذلك للأسباب الآتية:
١ - ضياع النص الأصلي المنزل على الأنبياء.
٢ - فقدان السند.
٣ - تعدد الروايات في القضية الواحدة وتضاربها.
٤ - تدخل أيدي البشر بالتحريف والتبديل بالزيادة تارة والنقصان تارة أخرى وليس أدل على تحريفها وتدخلهم في تبديلها وتغييرها من شهادة الله تعالى عليهم وهو خير الشاهدين، قال تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١)} [آل عمران: ٧١]، وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩)} [البقرة: ٧٩]، وغير ذلك من الآيات.
أما القرآن الكريم فاختص الله بحفظه، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)} [الحجر: ٩]، فضلًا عن أن القرآن الكريم كتاب معجز. (١)
الوجه الرابع: بيان بعض أوجه الاتفاق والاختلاف في الشرائع.
(١) المجلة العلمية لكلية أصول الدين العدد ٦ (٢٩٩: ٢٨٧) ملخصًا.