للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان منها أبعد كما قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (يوسف: ٢٤)، فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من هاتين الفاحشتين ولهما خاصية في تبعيد القلب من اللَّه فإنهما من أعظم الخبائث فإذا انصبغ القلب بهما بعد ممن هو طيب لا يصعد إليه إلا طيب وكلما ازداد خبثا ازداد من اللَّه بعدا ولهذا قال المسيح عليه السلام فيما رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد: لا يكون البطالون من الحكماء ولا يلج الزناة ملكوت السماء (١).

[٦ - سبيل الزنا أسوأ سبيل ومقيله الجحيم]

فأما سبيل الزنا فأسوأ سبيل ومقيل أهلها في الجحيم شر مقيل ومستقر أرواحهم في البرزخ في تنور من نار يأتيهم لهبها من تحتهم فإذا أتاهم اللهب ضجوا وارتفعوا ثم يعودون إلى موضعهم فهم هكذا إلى يوم القيامة كما رآهم النبي في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي لا شك فيها (٢).

[٢ - تعريف الزنا.]

لغةً: زَنَى يَزْنِي زِنًى وزِناءً بكسرهما: فَجَرَ. وزاني مُزاناةً وزِناءً: بمعناهُ وفلانًا: نَسَبَه إلى الزِنَا (٣).

والمرأَة تُزانِي مُزاناةً وزِناء أَي تُباغِي، وزَنا الموضعُ يَزْنُو ضاق، ووِعاءٌ لا زَنِيٌّ ضيِّق (٤).

شرعًا: هُوَ وَطْءُ مُكَلَّفٍ طَائِعٍ مُشْتَهَاةً حَالًا أَوْ مَاضِيًا في الْقُبُلِ بِلَا شُبْهَةِ مِلْكٍ في دَارِ الْإِسْلَامِ أَوْ تَمْكِينِهِ مِنْ ذَلِكَ أَوْ تَمْكِينِهَا (٥).

وعرَّفه الحنابلة: أنه من أتى الفاحشة من قُبُل أو دُبُر (٦).


(١) إغاثة اللهفان (٧١: ٧٠) بتصرف.
(٢) روضة المحبين (٣٥١).
(٣) القاموس المحيط ٢/ ١٦٩٥.
(٤) لسان العرب ١٤/ ٣٦٠: ٣٥٩.
(٥) البحر الرائق شرح كنز الدقائق ٥/ ٤، شرح فتح القدير ٥/ ٢٤٧.
(٦) المغني ١٠/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>