للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو ما تم بعد اليوم الأول. (١) وما نحن نعلمه هو أن النهار والليل هما دورة الأرض حول نفسها أمام الشمس ولا نهار -بغير شمس- فالنهار- وما يبدو من ضوء هو انعكاسات ضوئية وتشتيت لضوء الشمس على ذرات الغبار. (٢)

ثالثًا: السماء لم تتكون من الماء المدعى أنه أسبق من الغاز.

في سفر التكوين ١/ (٦ - ٨): وَقَال اللهُ: "لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْميَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلًا بَيْنَ مِيَاهٍ وَميَاهٍ". ٧ فَعَمِلَ اللهُ الْجلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتي تَحْتَ الجُلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتي فَوْقَ الْجلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. ٨ وَدَعَا اللهُ الْجلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.

التعليق: إن خرافة المياه يستمر استخدامها هاهنا أيضًا مع افتراض انفصال هذه المياه الخرافية إلى طبقتين تصبح إحداهما ببساطة أرضًا وتصبح الأخرى سماء. إن صورة انقسام المياه هكذا إلى طبقتين: إحداهما أرض والأخرى سماء إنما هي صورة غير مقبولة علميًّا. (٣) هذا وإن قصة المياه التي "تحت" الجلد والمياه التي "فوقه" تعكس الضلال الذي عرفت به الشعوب البدائية كلها. فحسب التصورات القديمة، أن السماء عبارة عن جسم كثيف صلب، ومن هنا جاءت تسميتها با "الجلد"، أي القساوة اليابسة. واعتقدوا أيضًا. أن تجمعًا مائيًا هائلًا يقوم خلف ذلك الجلد، الذي تشكل السماء قاعه. وإذا كان كل قارىء يعرف اليوم أن المطر ما هو إلا الماء المتبخر من الأرض، فقد اعتقدوا في زمن ما، أن المطر هو الماء الذي ينساب من التجمع المائي العلوي، عبر فتحات صممت لهذا الغرض بالذات، لكن ها الرأي يثير السخرية اليوم، صمد طويلًا جدًّا في أذهان الناس. ففي القرون المسيحية الأولى، أقره علماء اللاهوت كلهم. (٤)

رابعًا: هل يوجد عالم نباتي منظم تنظيم وراثي دون تمثيل غذائي بسبب عدم وجود الشمس؟ وهل يقبل القول بأن النبات وجد قبل الإنسان بثلاثة أيام فقط؟


(١) التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث (٥٧).
(٢) قراءات في الكتاب المقدس (٨٢)، دراسة في التوراة والإنجيل (١٧٩)، هل العهد القديم كلمة الله (١٧١).
(٣) التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث (٥٧ - ٥٨).
(٤) التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>