للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبدأ تشبه اليهود باليونان في عبادتهم للآلهة، والتقيد بعاداتهم وتقاليدهم، وفي عهد أنطيخوس الرابع، قام كاهن اليهود بانقلاب على المدينة وقتل من فيها من الحراس والمعارضين لليهود، وعاد أنطيخوس من معركته مع بطليموس السادس، فدخل القدس ودمرها، واقتحم الهيكل واستولى على ما فيه، وأحرق جميع نسخ العهد القديم، وقرر توحيد الديانة في البلاد التي تحت سيطرته، وألزم اليهود بالامتناع عن ممارسة العبادات والعادات اليهودية، ومزق الجنود كل ما وجدوه من نسخ التوراة وأسفار الشريعة وأحرقوه، وقتلوا كل من كان يعلن أنه يهودي أصلا. ففي ظل كل هذه الاضطهادات الغالب أنه انعدمت جميع النسخ التي كتبها عزرا وغيره. (١)

[١٤ - التوراة إبان حكم المكابيين]

رأى كاهن يهودي اسمه (متاثيا) رجلًا يهوديًّا يقدم ذبيحة لإله اليونان، فوثب عليه وقتله، ثم قتل مندوب الملك، وهرب مع أولاده إلى الجبال، ثم كونوا قوة وكانوا مصدر إزعاج للحكام.

وفي عام ١٦٧ ق. م مات الكاهن فخلفه ابنه يهوذا المسمى (مكابيوس) وتمكن في عام ١٦٤ ق. م من الاستيلاء على القدس، وطهرها مما فيها من الأوثان.

وفي عام ٦٣ ق. م اقتحم الرومان القدس، ودخلوا الهيكل حتى وطئوا قدس الأقداس، وأخذوا الملك وأولاده أسرى إلى روما.

ثم في عام ٣٧ ق. م اقتحموها ثانية بعد تمرد يهودي، فنهبوها وأشاعوا فيها التمرد والدمار، بعد أن قتلوا آخر الملوك المكابيين (أنتنيجوس).

ولا شك أن التوراة المتبقية في هذا العهد إنما هي التوراة المظنونة، أو النقول المتبقية بعد الاضطهادات في عهد اليونان.

[١٥ - التوراة إبان حكم الرومان]

تولى أمر اليهود بعد مقتل أنتيجوس رجل يهودي من أصل ادومي، اسمه (هيرودس) كان


(١) وانظر: توراة اليهود وابن حزم (٨٠ - ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>