للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولًا: المرحلة الغازية أسبق من مرحلة الماء.

في سفر التكوين ١/ (١ - ٢): فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. ٢ وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ الله يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الميَاهِ.

التعليق: إننا نستطيع أن نقبل تمامًا أن مرحلةَ ما قبل خلق الأرض كان الكون غارقًا في الظلمات. ولكن وجود الماء في بدء خلق ليس له ما يسوغه من وجهة نظر العلم وربما كان ذلك من آثار بعض الأساطير والفلسفات القديمة إذ إن العلم يقرر سبق المرحلة الغازية لمرحلة المواد الصلبة في خلق العالم. ومن الخطأ أن نقحم الماء في أول مرحلة من مراحل خلق العالم. (١) فوجود الماء على وجه الأرض في اليوم الأول يتناقض مع النظرية العلمية القائلة بأن الأرض بل والعالم كان غازيًا في بداية خلقه. (٢) نعم لأنه وفق التكوين الجيولوجي للكون تمثل المياه مرحلة متأخرة. (٣)

ثانيًا: نور بلا نجوم أو صباح ومساء دون أرض تدور ولا شمس تدور حولها:

في سفر التكوين ١/ (٣ - ٥): وَقَال اللهُ: "لِيَكُنْ نُورٌ"، فَكَانَ نُورٌ. ٤ وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. ٥ وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.

التعليق: إن النور الذي يحيط بالعالم إنما هو نتيجة انعكاسات لضوء النجوم على الأجرام غير المضيئة. وفي هذه المرحلة من خلق العالم لم تكن النجوم قد خلقت بعد. وحسب قول التوراة لم يتم خلق النجوم إلا في اليوم الرابع، كما تشير إلى ذلك الجملة الرابعة عشر. ومن غير المنطقي أن يتم ذكر نتيجة ما سيحدث في اليوم الرابع في غضون ذكر أحداث اليوم الأول. ويضاف إلى ذلك أن تقسيم اليوم إلى ليل ونهار ليس له مكان معقول في اليوم الأول من الخلق حسب قول التوراة إذ لا يعقل وجود كل منهما إلا بعد وجود الأرض ودورانها تحت الشمس


(١) التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث (٥٧).
(٢) هل العهد القديم كلمة الله (١٧١).
(٣) دراسة في التوراة والإنجيل (١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>