حاولوا كثيرًا أن يمسخوا فطرة المرأة، ويزعموا أنها لا تطيق قوامة الرجل؛ ولا تميل إلى طاعته، وزينوا لها الخروج من تحت كنفه. وقالوا: إن هذا تحرير لها، وعتق لشخصيتها في طلاق لطاقاتها المدفونة.
وجاءت الدراسات السيكولوجية الحديثة لتبطل دعاواهم، وتفند مزاعمهم، وتؤكد أن المرأة ترتاح إلى طاعة الرجل وتطمئن في العيش تحت قيادته وحمايته.
يعرض بييرداكو في كتابه (المرأة بحث في سيكولوجية الأعماق) بعض الأمثلة على ما أسماه الثنائية المتكاملة، فيقول:
قالت لي إحدى النساء: لو كنت تعلم كم يتقن زوجي فرض الطاعة بنظرة واحدة! أحبه لأنني أشعر بلذة في خضوعي إلى سلطانه.
وقالت أخرى: الحقيقة أنني أرتاح عندما يرفع صوته، وأتظاهر أنني أتمرد، ولكنني لا أعتقد بأي كلمة أقولها عن تمردي.
وقالت ثالثة: زوجي كثيرًا وهو نصف جاد ونصف غاضب، فأتحول عندئذ إلى بنت صغيرة كل الصغر وأشعر أنني محبوبة مثل بنت صغيرة.
وقالت رابعة: أشعر أنني ضائعة منذ أن يتغيب زوجي برهة، إنني أحتاج إلى حضوره الذي يوحي بالطمأنينة. . . حاجة كبيرة.
وقالت خامسة: إنني بحاجة إلى أن يكون معي باستمرار، على بعد خطوتين مني، وأن يحكي لي ويحبني، وأن يكون بحاجة إليّ.
هكذا ينطلق صوت فطرة المرأة قويًا، واضحًا صريحًا مباشرًا، ليرد على ما حاولوا خنقه، أو تزييف نبراته.
والشهادات التي أوردها بييرداكو في كتابه، نذر يسير جدًّا من آلاف الشهادات التي تزخر بها كتب مذكرات الشهيرات، والمقابلات التي تجري معهن، إضافة إلى مئات الدراسات والاستطلاعات التي تجريها المؤسسات والجامعات ومراكز البحوث.