للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يعتق امرأة ويكون العتق مهرًا لها. عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعتق صفية وجعل عتقها صداقها (١).

* الترهيب فيمن استرق حرًا بغير حق:

عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "قال اللَّه ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل بَاعَ حرًا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره". (٢)

[الوجه التاسع: حقوق الرقيق في الإسلام.]

سعى الإسلام إلى إدماجهم في القبائل والعشائر والعصبيات التي كانوا فيها أرقاء، فأكسبهم عزتها وشرفها ومكانتها ومنعتها وما لها من إمكانات، وبذلك أنجز إنجازًا عظيمًا وراء وفوق التحرير عندما أقام نسيجًا اجتماعيًا جديدًا التحم فيه الأرقاء السابقون بالأحرار، فأصبح لهم نسب قبائلهم عن طريق -الولاء- الذي قال عنه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الولاء لُحْمَةٌ كلُحْمَة النسب". (٣) حتى لقد غدا أرقاء الأمس سادة في أقوامهم، بعد أن كانوا عبيدًا فيهم.

وقال عمر بن الخطاب وهو من هو في الحسب والنسب عن بلال الحبشي، الذي اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه: أبو بكر سيدنا أعتق سيدنا! . . كما تمنى عمر أن يكون سالم مولى أبى حذيفة حيًا فيختاره لمنصب الخلافة، فالمولى الذي نشأ رقيقًا، قد حرره الإسلام، فكان إمامًا في الصلاة وأهلًا بخلافة المسلمين (٤).

وهذه إشارات لبعض قواعد المعاملة المطلوبة عدلًا وإحسانًا مع هؤلاء:

- الرقيق هم أمثالنا في الآدمية:


(١) أخرجه البخاري (٤٧٩٨)، ومسلم (١٣٦٥).
(٢) أخرجه البخاري (٢١١٤).
(٣) أخرحه الدارمي في سننه (٣١٩٥)، وابن حبان في صحيحه (٤٩٥٠)، والحاكم (٤/ ٣٧٩)، وصححه، وصححه الألباني في الإرواء (٦/ ١٠٩).
(٤) شبهات المشككين (٦١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>