١ - القرآن يؤكد أن النجومَ رجومٌ للشياطين والكواكب زينة: ففي قوله: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (٥)} (الملك: ٥) فقد فسرها البيضاوي بقوله: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا}: أقرب السموات إلى الأرض، بمصابيح: بالكواكب المضيئة بالليل إضاءة السرج فيها، والتنكير للتعظيم، ولا يمنع ذلك كون بعض الكواكب مركوزة في سموات فوقها إذ التزيين بإظهارها فيها. {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}: وجعلنا لها فائدة أخرى وهي رجم أعدائكم، والرجوم: جمع رَجَم، وهو مصدر سُمي ما يرجم به بانقضاض الشهب المسببة عنها، وقيل: معناه: وجعلناها رجومًا وظنونا لشياطين الإنس، وهم المنجمون.
وجاء في سورة الحِجر: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}، وفسرها البيضاوي بقوله:{وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس إلى أهلها ويتصرّف في أمرها ويطّلع على أحوالها إلا من استرق السمع، واستراق السّمع اختلاسه سرًا، شبه به خطفتهم اليسيرة من قُطّان (سكان) السموات لما بينهم من المناسبة في الجوهر، أو بالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها. وعن ابن عباس: إنهم كانوا لا يُحجَبون من السموات، فلما وُلد عيسى مُنعوا من ثلاث سموات، فلما وُلد محمد مُنعوا منها كلها بالشهب،