للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه كلها أدلة ثابتة من كتاب ربنا ومن سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على وقوع المسخ حقيقة ولا ينكر هذا الفعل إلا من لا علم له.

[الوجه الخامس: آداب وأحكام الصلاة خلف الإمام.]

عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا (١).

ففي هذا الحديث وجوب متابعة الإمام وعدم مسابقته.

ومن فوائد متابعة الإمام ما يلي:

ضبطُ النَّفسِ؛ لأنَّ الإنسانَ إذا اعتادَ على أن يتابعَ إمامًا متابعةً دقيقةً، إذا كبَّرَ يكبِّرُ، لا يتقدَّمُ ولا يتأخَّرُ كثيرًا، ولا يوافق، بل يتابعُ، تعوَّدَ على ضَبْطِ النَّفسِ.

وفيها تعويدُ الأمَّةِ الإسلاميةِ على الاجتماعِ وعدم التفرُّق؛ لأنَّ هذا الاجتماعَ يُشكِّلُ اجتماع الأمَّة عمومًا؛ إذ إن الأمَّةَ عمومًا مجتمعة على طاعةِ ولي أمرِها، وقائدِ مسيرتها حتى لا يختلفوا ويتشتَّتوا، فهذه الصَّلاةُ في الجماعة وِلاية صُغرى؛ لأنهم يقتدون بإمامٍ واحدٍ يتابعونه تمامًا، فهي تشكِّلُ النَّظرةَ العامةَ للإسلامِ.

[الوجه السادس: المسخ في الكتاب المقدس.]

يحدثنا إنجيل برنابا عن حادثة مسخ، كما في برنابا (٢٧: ٥ - ٦) مسخ المصريين حيوانات: "ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ ناسًا كثيرين في مصر حيوانات مخوفة، لأنهم ضحكوا واستهزئوا بالآخرين".


(١) البخاري (٦٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>