للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن لأهل النظر العقلي جزاء في كلتا الملتين إلا القتل وسفك الدم. (١)

[المبحث الثاني: دراسة نصوص الكتاب المقدس في ضوء العلم الحديث]

للقيام بهذه الدراسة ينبغي أن نوضح ثلاثة أمور هامة وهما:

١ - مدى دقة العلم الذي تدرس نصوص الكتاب المقدس في ضوئه أو بعبارة أخرى (أي علم الذي يصح أن تدرس الكتب المقدسة في ضوءه):

من الضروري أن نؤكد أننا عندما نشير إلى معطيات العلم هنا -التي يدرس في ضوئها نصوص الكتاب المقدس- فإننا نقصد بها حقائق العلم التي استقر ثبوتها وتأكدت صحتها كحقائق علمية. وهذا الاعتبار يخرج من نطاق الحقائق العلمية أي نظريات تفسيرية ربما تكون مفيدة أو متفقًا عليها الآن لتفسير بعض الظواهر ولكن البحث العلمي لا يزال جاريًا ومتصلًا بشأنها للتأكد من صحتها أو اكتشاف نظريات أخرى غيرها أقرب إلى الصواب وأكثر قربًا من مسار التقدم العلمي إن ما نعنيه بحقائق العلم هنا هو: (الحقائق العلمية المستقرة علميًّا ولا جدال بين العلماء على صدقها) ولو كان العلم يجوز أن يقدم نظريات علمية غير مكتملة البراهين على صوابها فمن الممكن يتصل التقدم العلمي إلى إثباتها بحيث يتلاشى الخوف من وجود خطأ فيها.

٢ - نوع النصوص التي يجوز ويسوغ أن تدرس في ضوء العلم الحديث أو بعبارة أخرى (أي النصوص تقارن وتدرس في ضوء العلم الحديث)؟ وهل كل النصوص يصح أن تدرس من خلال العلم الحديث؟

إن هذه الدراسة والمقارنة بين حقائق العلم ومقرات الدين لا دخل لها ولا صلة بالمسائل الدينية البحتة.

إن العلم -على سبيل المثال- لا يعرض ولا يعترض على الطريقة التي تجلى وظهر بها الله لسيدنا موسى عليه السلام ويقال نفس الشيء عن كيفية مولد المسيح عليه السلام بدون أب من


(١) الإسلام والنصرانية ٢٧ - ٦٠، محاضرات في النصرانية ١٥٥ - ١٥٦ بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>