للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُن فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلَاثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لمَّا كَانَ جُوع عَظِيم فِي الأَرْضِ كُلِّهَا" (لوقا ٤/ ٢٥).

والقصة -كما أسلفت- منقولة ومحرفة عن سفر الملوك وفيه: "وَقَال إِيليَّا ... إِنَّهُ لَا يَكُونُ طَلٌّ وَلَا مَطر فِي هذ السِّيينَ إِلَّا عِنْدَ قَوْلِي"." (الملوك (١) ١٧/ ١)، ثم "١ وَبَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلَامُ الرَّبِّ إِلَى إِيليَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ قَائِلًا: "اذْهَبْ وَتراءَ لأَخْابَ فاُعْطِيَ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ"." (الملوك (١) ١٨/ ١)، وفعل، فنزل المطر، وكان ذلك في السنة الثالثة، ولعله في أولها، أي لم يكمل انقطاع المطر ثلاث سنوات، فضلًا عن الأشهر الستة التي زادها يعقوب ولوقا.

رابعًا: تحريف المترجمين:

ولمترجمي الكتاب المقدس نصيبهم من التحريف الذي أضحى سمة لكل أولئك المؤتمنين على الكتاب المقدس، حيث يتلاعب هؤلاء بالنصوص، وهم يقومون بترجمتها، من صور هذا النوع من التحريف الصور التي نعرضها والتي توضح مقدار الحرية التي تعامل بها المترجمون مع النصوص التوراتية، إذ النص العربي يذكر اشتقاقات عربية لا يصح أن تكون في كتاب أصل لغته العبرية. ومن ذلك:

١ - يقول سفر التكوين: "وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالتِ: "اقْتَنيتُ رَجُلًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ". " (التكوين ٤/ ١)، فكلمة " قَايِينَ " كما في قاموس الكتاب المقدس معناها: "حداد"، فالمناسبة معدومة بين الاقتناء أو الشراء، واسم قايين الذي يعني: حداد.

٢ - ومثله قوله: "لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا "بَابِلَ" لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ." (التكوين ١١/ ٩). وهي في العبري "باب ايل" بمعنى: "بوابة الرب" كما في قاموس الكتاب المقدس، وعليه فليس من مناسبة بين اسم بابل والبلبلة التي تذكرها التوراة، فالمناسبة غير متحققة في اللغة العبرية التي كتب بها الكتاب المقدس.

٣ - ومن صور التحريف الهامة ما صنعه المترجمون المسيحيون للمزمور الثاني والعشرين ليكون نبوءة مزعومة عن المسيح الذي مات على الصليب وقد ثقبت يداه ورجلاه، يقول المزمور: "لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلَابٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>