لم يعتبر الإِسلام المرأة جرثومة خبيثة كما اعتبرها الكثيرون، وإنما جعلها قسيمة للرجل في أمور كثيرة وعديدة، فخاطب اللَّه -عزَّ وجلَّ- الرجل والمرأة على حدّ سواء، وساوى بينهما في الأصل البشري، والمولاة، وتكاليف الإيمان، وحسن المثوبة، وادِّخار الأجر، وارتقاء الدرجات العلى في الجنة.
بل ترى أن خلق المرأة وجعلها زوجه من نعم اللَّه -عزَّ وجلَّ- وآياته على الرجال، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)} (الروم: ٢١).
وقال تعالى {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً}(النحل: ٧٢).
وكذلك في المولاة سواء، قال تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة: ٧١).