للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة) (تك ٣: ٢٣ - ٢٤).

ويقول المفسرون: إن الكروبيم من الملائكة المقربين، وهو في الفارسية بمعنى: الحارس، وكان عملهم وقت طرد آدم هو حراسة الفردوس، لئلا يرجع الإنسان إليه" اهـ (١).

الشبهة الثانية: الشهب مادة، والشيطان روح؛ فكيف بمادة تحرق روحًا.

[نص الشبهة]

بعد أن تفحصنا أقوال المفسرين نجدها أثبتت لنا أيضًا أن المعتقد الإسلامي عن الشهب هو أنها خلقت بالضبط لرجم الشياطين التي كانت تقعد مقاعد للسمع في السماء قبل بعثة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، لكنها فوجئت بالشهب ترجمها عندما ظهر محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وبالرغم من ذلك هناك بعض الشياطين الذين يخطفون الخطفة على غرة من أهل السماء فيُتْبِعُهُمْ اللَّه شهابًا ليحرقهم، وهناك أيضًا مَنْ ينجون من ذلك الرجم فيلقون ما سمعوا إلى الكهان الذين بدورهم يخبرون أهل الأرض بما سيقع في المستقبل؛ ولذلك سنعلق بما يلي:

١ - لقد أثبت العلماء أن الشهب تتكون من ثاني أوكسيد الكربون والخليط (حديد - نيكل) (Ferro-nikel) ومواد أخرى. . . أما (الجن) أو ما نسميه نحن الأرواح الشريرة فالإسلام كعقيدة يشاطرني الرأي بأنها كائنات روحية ليست لها أجسام مادية، فكيف تسقط إذن الأجسام المادية على كائنات غير مادية؟ !

٢ - تقع في غالب الأحيان تساقطات غزيرة للشهب وهو ما وقع في السنوات الأخيرة، فماذا يعني ذلك؟ هل هو رجم لجيش من الشياطين؟ وبماذا نفسر المسارات المتوازية لهذه التساقطات؟ هل هي رجم لشياطين متصافة؟ وهل يعقل أن يكون اللَّه العظيم القدرة عاجزًا عن حفظ أخبار الغيب لهذه الدرجة حتى إنه يخلق نجومًا لترجم كل من اختطف السمع وهرب؟ ! إنه أمر يدعو للاستغراب أن نقول: إن بعض الشياطين تخطف أسرارًا من اللَّه وترميها للكهان بينما يعجز اللَّه عن منعهم إذ يرسل الشهب التي تصيب بعضهم ولا


(١) انظر: كتاب حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين.

<<  <  ج: ص:  >  >>