للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البخاري عن كعب صحيح لا (غلط) لأنه اعتمد عليه في شيء من كتابه - على أنه لا غرض للحافظ ابن حجر من ذلك التعجب إلا طلب النظر في الموضوع شأن أكابر المحققين إذا اختلفت وجهة نظرهم مع من سبقهم يطلبون النظر في الأمر ليتبين الحق فيه وجل المنزه عن الخطأ والنسيان وعلى ذلك أدلة منها أنه صرح بطلب النظر عقب عبارته هذه مباشرة بقوله: وكذا رقم في الرواة عنه (كعب على معاوية ابن أبي سفيان رقم البخاري معتمدًا على هذه القصة وفي ذلك نظر). يريد أن عبارة سيدنا معاوية قصها على الرهط من قريش ثناء على كعب لا رواية عنه، ولكن قول سيدنا معاوية (عنده علم كالثمار أو البحار) يدل على أخذه عن كعب وإلا فمن أين علم ثمار علمه، ومنها أن ابن حجر أبقى حرف (خ) في كتابه تهذيب التهذيب فلو كان جازمًا بغلط صاحب التهذيب في ذكر هذا الحرف لحذفه هو من كتابه: ومنها أنه لم يجرح كعبًا بشيء ما في مؤلفاته بل ترجم له ونقل توثيقه عن كثيرين تأييدًا لتوثيقه له (١).

خامسًا: على فرض ضعفه فهذا لا يقدح في دين الله شيئًا.

فدين الله ثابت لا تبديل ولا تحريف فيه كما عندكم، ولا يملك أحد أن يدخل فيه شيئًا؛ لأنه في عصمة الله - عز وجل -.

سادسًا: الكذب في النسبة إليه.

فكثير من الرواة ينقلون عن الصحابي أو التابعي ما مصدره هذه الإسرائيليات من غير بيان فيغتر به بعض الناس، فيظنون أنه لابد أن يكون له أصل مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه لا يعرف بالرأي فيعدونه من الذي له حكم المرفوع (٢).

[شبهة أخرى: الرد على اتهامهم وهب بن منبه]

أولًا: التعريف بوهب بن منبه الصنعاني اليمني:


(١) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير لأبي شهبة (١٤٢)، مجلة المنار (٢٦/ ١/ ٧٣).
(٢) تفسير المنار (٨/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>