للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - محبة أهل بيته وصحابته - رضي الله عنهم -: إن محبة أهل بيت رسول الله، ومحبة أصحابه - رضي الله عنهم -، كل ذلك من محبته، وهي محبة واجبة فمن أبغض أحدًا من أهل بيت النبي أو أحدًا من صحابته الكرام - رضي الله عنهم -، فقد أبغض النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن محبته مقرونة بمحبتهم. قال - صلى الله عليه وسلم -: "أذكركم الله في أهل بيتي" (١). وقال - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة: "لا تؤذيني في عائشة" (٢).

وقوله في صحابته: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" (٣).

وقوله: "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" (٤).

٩ - الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -: ومن حقه على أمته أن يصلوا عليه كلما ذكر - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦].

قال ابن كثير: أي أن الله تعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع عليه الثناء عليه من أهل العالمينِ: العلوي والسفلي جميعًا (٥).

فالصلاة والسلام عليه واجبة على كل مؤمن ومؤمنة لما في ذلك من الأجر العظيم من الله -جل جلاله- ولما في ذلك أيضًا من طاعة لله تعالى عندما أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه.

قال النووي: إذا صلي على النبي فليجمع بين الصلاة والتسليم - أي ليقل عليه الصلاة والسلام - مصداقًا لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)}.

وعن ابن عمرو أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها


(١) مسلم (٢٤٠٨).
(٢) البخاري (٢٥٨١).
(٣) الترمذي ٢٦٧٦، أبو داود (٤٦٠٧)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (٩٣٧).
(٤) البخاري (٣٦٧٣)، ومسلم (٢٥٤٠).
(٥) تفسير ابن كثير (٣/ ٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>