للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير من بلاد المسلمين؟ !

فكيف يكون الحج رمزًا من رموز الجاهلية؟ وقد أبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - كل هذه المخالفات التي كانت في الجاهلية والتي تتناقض مع نقاء الإسلام وطُهرِهِ. . ومن المعلوم أن كل العبادات وما جاء فيها من أوامر ونواه كلها أمور توقيفية. . لا دخل للاجتهاد فيها؛ كالصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها من الأمور التي جاء بها الشرع الحكيم. فهذا يدلنا على أن الإسلام أراد بالحج تثبيت التوحيد لا إدخال طقوس الشرك.

[الوجه الثامن: النبي - صلى الله عليه وسلم - يلغي أمور الجاهلية في حجته - صلى الله عليه وسلم -.]

من أجل ذلك - حفاظًا على الإسلام - ألغى النبي - صلى الله عليه وسلم - كل أمور الجاهلية. . وفي خطبة عرفات قال - صلى الله عليه وسلم - في جزء من الخطبة القيمة: ، فكان مما قال فيها: "أَلَا كُلُّ شيء مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قدمي مَوْضُوعٌ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضِعًا في بني سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ" (١).

فكيف يكون الحج رمزًا من رموز الجاهلية؟ وقد أبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - كل هذه المخالفات التي كانت في الجاهلية والتي تتناقض مع نقاء الإسلام وطُهرِهِ. ومن المعلوم أن كل العبادات وما جاء فيها من أوامر ونواه كلها أمور توقيفية. لا دخل للاجتهاد فيها؛ كالصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها من الأمور التي جاء بها الشرع الحكيم. (٢)

[الوجه التاسع: التماس بعض الحكم من أعمال الحج.]

[تقبيل الحجر]

قال السعدي: فمن تبرك بشجر أو حجر ونحوهما فإن ذلك من الشرك، ومن أعمال المشركين فإن العلماء اتفقوا على أنه لا يشرع التبرك بشيء من الأشجار والأحجار والبقع والمشاهد وغيرها. فإن هذا التبرك غلو فيها وذلك يتدرج به إلى دعائها وعبادتها، وهذا هو الشرك الأكبر كما تقدم انطباق الحد عليه، وهذا عام في كل شيء حتى مقام إبراهيم وحجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصخرة بيت المقدس وغيرها من البقع الفاضلة.


(١) أخرجه مسلم (١٢١٨).
(٢) الصواعق السماوية علي منكري آيات الكتاب وصحيح السنة (راشد بن عبد المعطي بن محفوظ) ١/ ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>