الوجه الرابع: فهم خالد وتأويلاته للأمور ربما من يشاهده يظن أنه على خطأ.
الوجه الخامس: مشاركة خالد في حرب المرتدين أمَّن دولة الإسلام، فإن فُرض أنه فعل خطأ ما فإنه يذوب في بحر حسناته.
الوجه السادس: مالك بن نويرة مختلف في إسلامه، ولم يتبين لخالد ولغيره وجه إسلامه.
الوجه السابع: عدة مواقف من مالك بن نويرة تبرر موقف خالد من التشكيك في أمر إسلامه.
الوجه الثامن: لو كان خالد يريد بقتل مالك أمرًا من أمور الدنيا من مال وشهوة لفعل به أبو بكر مثل ما فعل برجل يُسمى الفجاءة.
الوجه التاسع: موقف أبي بكر من خالد هو الأحكم، وبيان علة عدم إقامته للحد عليه.
الوجه العاشر: القائد في المعركة قد يتعرض لمواقف مُحيِّرة، فلا نهضم شخصيته طالما أن له انتصارات بطولية كثيرة، وأنه يُحاول أن يتخيَّر الصواب، ويمكن أن نبين خطأه ونقول: كان ينبغي أن يفعل غير ذلك.
الوجه الحادي عشر: زواج قال من زوجة مالك، وبيان أن خالدًا لم يقصد الزنا- كما قال عمر.
الوجه الثاني عشر: تحقيق موقف الصحابة من قتل خالد لمالك بن نويرة.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: ذكر الروايات.]
١ - عن سالم عن أبيه قال: قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بمقتل مالك وأصحابه، فجزع من ذلك جزعًا شديدًا. فكتب أبو بكر إلى خالد، فقدم عليه، فقال أبو بكر: هل يزيد خالد على أن يكون تأول فأخطأ؟ . ورد أبو بكر خالدًا، وودى مالك بن نويرة ورد السبي والمال. (١)
٢ - عن أبي قتادة قال: عهد أبو بكر إلى خالد وأمرائه الذين وجهوا إلى الردة أن إذا أتوا دارًا أن يقيموا، فإن سمعوا آذانًا أو رأوا صلاة أمسكوا حتى يسألوهم عن الذي نقموا ومنعوا له الصدقة، وإن لم يسمعوا آذانًا ولا رأوا مصليًا شنوا الغارة وقتلوا وحرقوا. قال: فكنت مع خالد حتى فرغ من قتال طليحة وغطفان وهوازن وسليم. ثم سار إلى بلاد بني
(١) إسناده صحيح. أخرجه خليفة في تاريخه (١/ ٦٨).