للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صار القول بأنها والدة الإله في مجمع أفيسوس سنة ٤٣١ بعد المسيح.

قال "دوان" ما ملخصه: "كما نجد عند الوثنيين والدات للإلهة يعظمونهن ويلقبونهن بألقاب التمجيد والتفخيم، كذلك نجد عند النصارى والدة للإله يعظمونها ويلقبونها بالألقاب التي يلقب الوثنيون بها والدات آلهتهم ... ". (١)

[(٢) ظهور النجوم عند ولادة الآلهة]

يقول بنصون في كتابه "الملاك المسيح" (٢): "لقد جاء في كتب البوذيين المقدسة عندهم أنه قد بشرت السماوات بولادة بوذا بنجم ظهر مشرقًا في الأفق، ويدعونه في هذه الكتب المذكورة "نجم المسيح" ومثل هذا نقله المؤرخ بيال.

وأما المؤرخ ثورنتن في كتابه "تاريخ الصينيين" (٣)، فينقل أنه عند ولادة "يو" المولود من عذراء ظهر نجم في السماء دل عليه، ومثله حصل عند ولادة الحكيم الصيني لاوتز.

يقول القس جيكس في كتابه "حياة المسيح": "وعم الاعتقاد في الحوادث الخارقة للعادة، وخصوصًا حين ولادة أو موت أحد الرجال العظام، وكان يشار إلى ذلك بظهور نجم أو مذنب أو اتصالات بين الأجرام السماوية".

ولقد تحدث متى عن ولادة المسيح فقال: "وَلمَّا وُلدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ المُلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ المُشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: "أَيْنَ هُوَ المُوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي المُشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ". فَلَمّا سَمِعُوا مِنَ الملِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي المشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا." (متى ٢/ ١ - ١١).

وكما استدل الوثنيون بالنجوم على محل ولادة آلهتهم، كذلك فعل المجوس حينما ولد


(١) العقائد الوثنية في الديانة النصرانية (٩٣ - ١٠٨) بتصرف.
(٢) الملاك المسيح (٢٢، ٢٣، ٣٣).
(٣) تلريخ الصين (١/ ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>