فالجلد بمنزلة الغطاء الذي يغطي كلًا من اللحم والعظم، فإذًا يكتسب الجلد خصائصه الوراثية وصفاته الحيوية من كل من اللحم والعظم فليس الجلد بمعزلٍ عنهما والجلد من بعض خصائصه البصمة الوراثية، فالجلد يشبه الغطاء الذي تُغطَّى به قطعة من الأرض، فإذا كانت تضاريس الأرض بها مرتفعات ومنخفضات أخذ الغطاء نفس شكل هذه التضاريس.
٢ - وكذلك عظم الإصبع هو أصل جلد الإصبع، فالأصل هو ما يبنى عليه غيره، فعظم الإصبع مثل جذع الشجرة والجلد المغطي له كالفروع والأوراق، فإذا كان الجذع سميكًا كثرت المحمَّلة عليه؛ وبالتالي كثرة الأوراق، وكذلك إذا تعرفنا على شكل الجذع وعلمنا أنه جذع نخلة مثلًا علمنا أنه يختلف عن جذع آخر كجذع شجرة البرتقال، وبالتالي تأكدنا أن بسبب اختلاف بين جذوع الشجر تختلف والأوراق، فكذلك لاختلاف تركيب المواد العضوية والأحماض النووية الموجودة في عظام الأصابع لشخص تختلف عن شخص آخر، لذلك اختلف الجلد المغطِي لهذه الأصابع من شخص إلى آخر، فلذلك لكل جلد له صفات خاصة به، والبصمة ما هي إلا عدة خطوط منحنية في شبه بيضاوي على باطن جلد بنان أطراف الأصابع.
[ولنتساءل: ما السبب الحقيقي وراء اختلاف البصمات؟]
فنقول: اختلاف البصمات لاختلاف تركيب المواد العضوية والأحماض النووية الموجودة في عظام الأصابع وفي باقي الجسم، إذًا ليست البصمة شيئًا مستقلًا بذاته؛ بل شيئًا مرتبطًا بباقي العمليات الحيوية التي تجرى في عظام الأصابع وفي اللحم المغطي لها.
[الوجه السابع: هناك علاقة تلازمية بين عظم الإصبع والجلد الذي يكسو هذا العظم.]
فإذا تم تكوين عظم الإصبع كانت الجينات المتواجدة في العظم واللحم هي المسئولة عن اختلاف بصمة كل إنسان عن الآخر، وليس الجلد المغطي للإصبع هو فقط المسئول عن تغير البصمة من إنسان لآخر، فحتى لو تم إزالة جلد الإصبع فعندما يتجدد ترجع نفس البصمة.