فمعلوم أن لقب الملك كان لرئيس المصريين في زمن يوسف - عليه السلام -. وأن لقب فرعون كان لرئيس المصريين في زمن موسى - عليه السلام - وهامان لقب لكل نائب عن الملك لا اسم شخص. فإنه يصح أن يطلق علي النائب عن فرعون أو عن أي ملك من الملوك.
قال ابن عاشور:(هامان) قال المفسرون: هو وزير فرعون. وظاهر آيات هذه السورة يقتضي أنه وزير فرعون وأحسب أن هامان ليس باسم علم ولكنه لقب خطة مثل فرعون وكسرى وقيصر ونجاشي. فالظاهر أن هامان لقب وزير الملك في مصر في ذلك العصر. وجاء في كتاب "أستير" من كتب اليهود الملحقة بالتوراة تسمية وزير (أحشويروش) ملك الفرس (هامان) فظنوه علمًا فزعموا أنه لم يكن لفرعون وزير اسمه هامان واتخذوا هذا الظن مطعنًا في هذه الآية. وهذا اشتباه منهم فإن الأعلام لا تنحصر وكذلك ألقاب الولايات قد تشترك بين أمم وخاصة الأمم المتجاورة، فيجوز أن يكون (هامان) علمًا من الأمان فإن الأعلام تتكرر في الأمم والعصور، ويجوز أن يكون لقب خطة في مصر فنقل اليهود هذا اللقب إلى بلاد الفرس في مدة أسرهم. (١)
وعلى القول بأنه لقب أو اسم شخص فإن الألقاب والأسماء تتكرر ومشتركة، فلا وجه للاعتراض.
[الوجه الخامس: الرموز الهيروغلوفية تثبت أن هامان كان في زمن فرعون.]
جاء في كتاب (اليهود بين القرآن والتوراة ومعطيات العلم الحديث) للأستاذ عبد الرحمن غنيم، تحت عنوان - هامان وفرعون تحت قول الله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٣٨)} [القصص: ٣٨]. قال: تدل هذه الآية على عدة إعجازات غيبية.
وذكر منها: أما الإعجاز الثالث هو الإشارة إلى أحد أعوان فرعون باسمه - هامان - فقد وجد علماء الآثار هذا الاسم مكتوبًا على نصب أحد فراعنة مصر القديمة وهذا