عن أشياء يريدون تعجيز الرسول وإظهاره بمظهر عدم العارف ليضعفوا من شخصيته ومهابته، وكان نزول القرآن مفرقًا يتيح للرسول أن يتلقى الرد عليهم من جبريل بما يريد الله، ولذلك تجد كثيرًا في القرآن (يسألونك)، أو (يسألك الناس)، وتجد الرد بعد ذلك حتى بلغ (يسألونك) نحو خمسة عشر سؤالًا وجهت للرسول في أوقات متباعدة، ونزل القرآن للرد عليها فأين هو ورقة بن نوفل من هذه الأسئلة؟ وهو الذي لم يعاصر التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم على مدى ٢٣ سنة من نزوله إذ أنه قد تُوفي في أول البعثة؟ أين ورقة من أحداث تمت بعد وفاته وقد تحدث عنها القرآن الكريم؟
فليخبرنا هؤلاء هل عاصر ورقة غزوة الأحزاب التي تحدث عنها القرآن الكريم؟
هل عاصر ورقة يوم حنين الذي تحدث عنه القرآن؟ هل عاصر ورقة قصة زيد التي تحدث عنها القرآن الكريم؟ هل عاصر ورقة حادثة الإفك التي تحدث عنها القرآن؟ هل عاصر ورقة قدوم وفد نجران والدعوة للمباهلة؟ .
[الوجه الخامس]
إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ من النصارى الذين خالطهم من أمثال سلمان وصهيب وورقة، فلِمَ لم يفضحوه عندما كفَّر النصارى وأظهر عيوبهم في كتابه في عدة آيات، حتى إن سورة المائدة وهي من آخر السور نزولًا كانت من أكثر السور تكفيرًا للنصارى (١).
وهل كانوا جميعًا على مذهب واحد من النصرانية، مع أن كلًا منهم له قصة في اتباعه للحق بعيدة عن الآخر.
[الوجه السادس]
وجود بعض الشرائع في القرآن تتفق مع ما في التوراة والإنجيل أو حتى مع ما عند العرب ليس في هذا دليل على أنه مأخوذ منها، فالقرآن لم يأتِ لهدم كل شيء؛ بل لتصحيح الخطأ وإقرار الحق، فالصدق، والشجاعة، والكرم، والحلم، والرحمة، والعزة؛ كل هذه