(٣) وفيه كذلك (١٢/ ٤٩ - ٥٠): "لأني لَمْ أَتكلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً".
(١٦) ومما يبطل قول النصاري بألوهية المسيح، النصوص التي جعلته رسولًا خاصًّا إلى بني إسرائيل، والإله لا يكون خاصًّا بأمة دون أمة:
أ - ومن ذلك قوله: "لَمْ أُرْسَلْ إِلَّا إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ" (متى ١٠/ ٦).
ومثله قصة المرأة الكنعانية التي رفض شفاء ابنتها أول مرة، لأنها ليست من شعبه. (انظر متى ١٥/ ٢١ - ٢٨).
ب - ومثله الوعد الذي وعده كما جاء في لوقا" وسيعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على آل يعقوب إلى الأبد" (لوقا ١/ ٣٢ - ٣٣)، فهل هو إله خاص ببني إسرائيل أم رسول خاص بهم؟ فلو كان إلهًا لما صح اختصاصه بشعب دون شعب، فهذا شأن الأنبياء.
(١٧) ونبوته -عليه السلام- هي معتقد الناس عامة فيه، وقد صرحوا بذلك أمامه فلم يخطئهم:
أ - فعندما أحيا المسيح ابن الأرملة في نابيين" فَأَخَذَ الجمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: "قَدْ قَامَ فِينا نبيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ"" (لوقا ٧/ ١٦).
ب - ولما أطعم الخمسة آلاف إنسان من خمسة أرغفة قالوا: "فَلمّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنعَهَا يَسُوعُ قَالوا: "إِنَّ هذَا هُوَ بِالحقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالمِ! " (يوحنا ٦/ ١٤).
(١٨) وقد قال بولس معترفًا برسالته وبشريته: "لأنّهُ يُوجَدُ إِله وَاحِد وَوَسِيط وَاحِدٌ بَيْنَ الله وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ المسِيحُ" (تيموثاوس (١) ٢/ ٥).
(١٩) وقد صدق السير آرثر فندلاي في قوله في كتابه "الكون المنشور": "لا يعتبر عيسى إلهًا أو مخلصًا، إنما هو رسول من الله خدم في حياته القصيرة في علاج المرضى وبشر بالحياة الأخرى، وعلم بأن الحياة الدنيا ما هي إلا إعداد للملكوت الإلهي بحياة أفضل لكل من عمل صالحًا".
[القسم الثامن: نصوص تؤكد أن المسيح لم يكن يمتلك بذاته أي قدرة تشريعية أو تكوينية]
فالذي أوتيه، إنما دُفع إليه من قبل الله تعالى من البديهيات التي لا نقاش فيها أن من