ويطلق تعبير (الظل) على احتجاز النور عن منطقة ما بوجود حاجز معتم يعترض مسار موجات هذا النور (الضوء الرئي) القادم من أحد مصادر الضوء في اتجاه واحد، ويفسر تكون الظل بأن موجات الضوء المرئي تتحرك في الأوساط المتجانسة في خطوط مستقيمة، ولا تستطيع الانحناء حول الأجسام المعتمة الواقعة في طريقها، فإذا كان مصدر الضوء نقطيًا كان الظل هو المسقط الهندسي للعائق، ولكن إذا كان مصدر الضوء مستمرًا في السقوط، وممتدًا على الحاجز المعتم فإن المقطع الهندسي للعائق يتكون من منطقة ظل داخلية تحيط بها منطقة شبه ظل خارجية أقل عتمة من منطقة الظل ومتدرجة في فقد تلك العتمة حتى تلتقي بطبقة النور، وعلى ذلك فإن منطقة الظل تكون محددة بحدود دقيقة تعكس شكل الحاجز المعترض لمسار أحزمة الضوء المرئي بدقة، إذا كانت هذه الأحزمة عمودية على الحاجز، ويزداد حجم الظل أو يتناقص بزيادة أو نقصان زاوية سقوط حزمة الضوء الرئي على الحاجز المعترض لها، أما منطقة شبه الظل فإن حدودها غير واضحة لتداخلها فيما حولها من مناطق النور الكامل. وهناك فرق بين (الظل) و (الظلمة)، فالظل انخفاض في شدة الضوء المرئي، أما الظلمة فهي غياب كامل له، والنص الكريم الذي نحن بصدده يشير إلى كل من كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس وجريها في مدارها حول هذا النجم بمحور مائل على مستوى دورانها ولولا ذلك ما تكون الظل ولا امتد ولا قصر كل ذلك نزل في هذا الكتاب العجز من قبل ألف وأربعمائة سنة وفي زمن لم يكن لأحد من الخلق إمكانية إدراك لهذه الحقائق التي لم تتوصل إليها العلوم المكتسبة إلا بعد ذلك بقرون عديدة وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على ربانية القرآن الكريم وعلى نبوة الرسول الخاتم الذي تلقاه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ثانيًا: في قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا}(الفرقان: ٤٦):
من الثابت علميًا أن الطيف الكهربي/ المغناطيسي (الكهرومغناطيسي) المندفع إلينا من