للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الله - عز وجل - حين جمع في الآية الكريمة بين قارون وهامان فرعون جمع بينهم من جهة أن الرسول الذي أرسل إليهم هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحد منهم وهو نبينا موسى - عليه السلام -، فالجمع إذًا من جهة أن الرسول واحد.

[فائدة مهمة]

معنى العطف: الاشتراك في تأثير العامل. (١)

ومعنى العطف: مطلق الجمع، فتعطف الشيء على مصاحبه نحو {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} [العنكبوت: ١٥].

وعلى سابقة نحو {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} وعلى لاحقه نحو {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} [الشورى: ٣].

ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تقارب أو تراخ، نحو {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} فإن الرد بعيد إلقائه والإرسال على أربعين سنة، وتنفرد الواو عن سائر أحرف العطف بأمور منها:

احتمال معطوفها للمعاني الثلاثة السابقة. (٢)

فأعطف بواو لاحقًا أو سابقًا ... في الحكم أو مصاحبًا موافقًا (٣)

* * *


(١) شرح المفصل لابن يعيش (٣/ ٧٤).
(٢) مغني اللبيب لابن هشام (١/ ٢٢٦).
(٣) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (٣/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>