للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث بقوا في المنفى حتى سيطر قورش ملك الفرس على بابل عام (٥٣٨ ق. م) وسمح لليهود بالعودة إلى فلسطين كما سمح لهم بإعادة بناء القدس والهيكل.

وعندما وضعت الأساسات لبناء المعبد الجديد ارتفعت صيحات الفرح بين اليهود، بينما استولى النحيب والبكاء المرير على كبار السن الذين سبق أن شاهدوا معبد سليمان قبل تدميره، وفي تلك المناسبة بعث الله النبي (حجي) ليعزي المجتمعين بهذه الرسالة الهامة" (١):

"٦ لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ، بَعْدَ قَلِيلٍ، فَأُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَالْيَابِسَةَ، ٧ وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. ٨ لِي الْفِضَّةُ وَلِي الذَّهَبُ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَفي هذَا الْمَكَانِ أُعْطِي السَّلَامَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ"." (سفر حجي ٢: ٦ - ٩).

[التعليق على البشارة]

وهذه النبوءة لا ريب تتحدث عن القادم الذي وعد به إبراهيم، وبشر به يعقوب وموسى ثم داود عليهم الصلاة والسلام.

قوله "فَأُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَالْيَابِسَةَ، ٧ وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ."

إشارة إلى حروب المسلمين وانتصاراتهم السريعة الباهرة على الظالمين وإنقاذهم اليهود من ظلم النصارى وتأمينهم لهم في أورشليم، ثم بعد ذلك أعطُوا السلام للناس جميعًا الذين يقصدون البيت من جميع الأمم ومن سائر البقاع.

وقوله "مُشْتَهَى" هنا بالعبرية "حمدوت"، أي: محمود كل الأمم، وهذا صريح في محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا ينطبق على أحد سواه.

وفي قوله "أُعْطِي السَّلَامَ" إشارة لتحية المسلمين، وهي "السلام عليكم" التي كانوا يقولونها بعد أن عمروا بيت أورشليم في زمن عمر - رضي الله عنه - وأعادوا إليه مجدًا أعظم من مجده


(١) محمد كما ورد في كتابات اليهود والنصارى، عبد الأحد داود (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>