كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

٦ - شبهة: عن عرق أهل الجنة. - الوجه الأول: الحديث المذكور في الشبهة مكذوب على النبي - صلى الله عليه وسلم -. - ج: 3 - ص: 305

[الوجه الأول: الحديث المذكور في الشبهة مكذوب على النبي - صلى الله عليه وسلم -.]

عن عمر بن الخطاب، قال: "جاء أناس من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمد، أفي الجنة فاكهة؟ قال: "نعم، فيها فاكهة ونخل ورمان"، قال: أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال: "نعم، وأضعاف"، قال: أفيقضون الحوائج؟ قال: "لا، ولكنهم يعرقون ويرشحون؛ فيذهب الله بما في بطونهم من أذى".

فالحديث موضوع فلا تثبت به عقيدة ولا يعتد به، وضاع ما عول عليه المعترضون من القول في هذه الشبهة. (١)

[الوجه الثاني: رشح أهل الجنة المسك.]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَال: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجنّةَ صُورَتهمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمْ المسْكُ، وَلكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الحسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ، وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ يُسَبِّحُونَ الله بُكْرَةً وَعَشِيًّا. (٢)

---

(١) موضوع. أخرجه عبد بن حميد في مسنده (٣٦)، وابن أبي الدنيا (في صفة الجنة ٩٩)، والحارث بن أبي أسامة كما في (المطالب العالية ٤٧٢٦): جميعا من طريق يحيى بن عبد الحميد قال: ثنا حصين بن عمر، ثنا مخارق، عن طارق بن شهاب به.
وإسناده واه فيه: حصين بن عمر الفرات أبو عمر الأحمسي الكوفي كذبه: أحمد بن حنبل، وابن خراش.
- ومن قال عنه إنه متروك: أبو حاتم، ومسلم، وابن حجر.
- وقال أبو أحمد بن عدى: عامة أحاديثه معاضيل، ينفرد عن كل من روى عنه.
وقال ابن حبان: روى الموضوعات عن الأثبات. انظر: تهذيب الكمال (١٣٦٣)، وتهذيب التهذيب (٦٦٨). وفيه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال أحمد: ما زلنا نعرفه أنه يسرق الأحاديث أو يتلقطها أو يتلقفها. وقال: قد طلب وسمع، ولو اقتصر على ما سمع لكان له فيه كفاية. انظر: تهذيب الكمال (٦٨٦٨)، وتهذيب التهذيب (٣٩٩).
(٢) البخاري (٣٠٠٦).