لكم، وإن قتلتموه كان أضر عليكم، فسألوه فأبى أن يخبرهم، فبعثوا به إلى عبد الرحمن بن عثمان، وهو ابن أم الحكم الثقفي، فلما رأى عمرًا عرفه.
فكتب إلى معاوية بخبره. فكتب إليه معاوية: إنه زعم أنه طعن عثمان تسع طعنات، وإنه لا يتعدى عليه، فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان، فأخرج فطعن تسع طعنات، فمات في الأولى منهن أو في الثانية، وبعث برأسه إلى معاوية.
وجدَّ زياد في طلب أصحاب حجر وهم يهربون منه، ويأخذ من قدر عليه منهم، فجاء قيس بن عباد الشيباني إلى زياد، فقال له: إن امرءًا هنا يقال له: صيفي بن فسيل، من رؤوس أصحاب حجر، وهو أشد الناس عليك، فبعث إليه فأتي به، فقال له زياد: يا عدو الله، ما تقول في أبي تراب؟ فقال: ما أعرف أبا تراب، قال: ما أعرفك به! أما تعرف علي بن أبي طالب! قال: بلى، قال: فذاك أبو تراب، قال: كلا، فذاك أبو الحسن والحسين. فقال له صاحب الشرطة: أيقول لك الأمير هو أبو تراب وتقول أنت: لا! قال: أفإن كذب الأمير أردتَ أن أكذب وأشهدَ له بالباطل كما شهد! قال له زياد: وهذا أيضًا مع ذنبك، عليَّ بالعصي فأتي بها، فقال: ما قولك في علي! قال: أحسن قول أنا قائله في عبدٍ من عبيد الله، أقوله في أمير المؤمنين. قال: اضربوا عاتقه بالعصي حتى يلصق بالأرض، فضرب حتى لصق بالأرض. ثم قال: أقلعوا عنه، ما قولك فيه؟ قال: والله لو شرحتني بالمدي والمواسي ما زلت عما سمعت. قال: لتلعننه أو لأضربن عنقك. قال: إذًا والله تضربها قبل ذلك، فأسعد وتشقى إن شاء الله، قال: أوقروه حديدًا واطرحوه في السجن.
شهادة الشهود على حجر: وجمع زياد من أصحاب حجر بن عدي اثني عشر رجلًا في السجن، وبعث إلى رؤوس الأرباع فأشخصهم، فحضروا، وقال: اشهدوا على حجر بما رأيتموه، وهم عمرو بن حريث، وخالد بن عرفطة، وقيس بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة، وأبو بردة بن أبي موسى، فشهدوا أن حجرًا جمع إليه الجموع، وأظهر شتم الخليفة، ودعا إلى حرب أمير المؤمنين وزعم أن هذا الأمر لا يصلح إلا في آل أبي طالب، ووثب