وعدم تأمين ضروريات الحياة؛ بعيد عن المرأة المسلمة التي يتحمل مسؤولية الإنفاق عليها زوجها أو أبوها أو أخوها أو ابنها مهما بلغت من العمر.
يقول الشيخ على الطنطاوي: حدثني الأستاذ بهجت البيطار، أنه كان يتكلم عن المرأة المسلمة، في إحدى محاضراته في أمريكا، وذكر فيها استقلال المرأة المسلمة في شئون المال، لا ولاية عليها في مالها لزوجها ولا لأبيها، وأنها إن كانت معسرة كلف بنفقتها أبوها أو أخوها، فإن لم يكن لها أب أو أخ، فأي واحد من أقربائها الذين يرثونها، ولو كان ابن عم عمها، وأن هذه النفقة تستمر إلى أن تتزوج، أو يكون لها مال، وأنها إن تزوجت كلف زوجها بنفقتها، ولو كانت تملك مليونًا وكان زوجها عاملًا. إلى غير ذلك مما نعرفه نحن ويجهلونه هم عنا.
فقامت سيدة أمريكية من الأدبيات المشهورات وقالت: إذا كانت المرأة عندكم على ما تقول، فخذوني أعيش عندكم ستة أشهر ثم اقتلوني.
وعجب من مقالها، وسألها عن حالها، فشرحت له حالها، وحال البنات هناك، فإذا المرأة الأمريكية تبدو حرة وهي مقيدة، وترى معززة وهي مهانة. إنهم يعظمونها في التوافه ويحقرونها في جسيمات الأمور.
يمسكون بيدها عند النزول من السيارة، ويقدمونها قبلهم عند الدخول للزيارة، وربما قاموا لها في الزحام لتقعد، أو فسحوا لها في الطريق لتمر.
ولكنهم في مقابلة ذلك يسيئون إليها إساءات لا تحتمل. إذا بلغت البنت هناك سن الرشد، قبض أبوها يده في وجهها، وقال لها: اذهبي فتكسبي وكلي، فلا شيء لك عندي بعد اليوم.
فتذهب المسكينة تخوض غمرة الحياة وحجها، ولا يبالون أعاشت بجدها أم بجسدها؟ ولا يسألون هل أكلت خبزها بيديها أم بثدييها؟ وليس هذا في أمريكا وحدها، بل هو شأن القوم في ديارهم كلها.
[الوجه الثالث: الفروق بين الرجل والمرأة.]
لقد أشارت الدراسات الطبية والنفسية والاجتماعية إلى جوانب الاختلاف والفروق بين الرجل والمرأة، وهذه الفروق تنقسم إلى ثلاثة أقسام.