للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قليل الأهمية، لا بل أحدث الأسفار ما هي إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة".

إذًا هذه الأسفار مجهولة المؤلف، لا تصح نسبتها إلى الأنبياء، بل هي من عمل الشعب اليهودي طوال عصور التاريخ اليهودي، وقد استلهموا هذه الكتابات من تقاليدهم، لا من الله ووحيه، وكل ذلك شاهد على أن التوراة ليست كلمة الله.

وقد صدق موريس فورن حين قال: "لو سألنا في أي وقت جمع كل كتاب من كتب التوراة، وفي أي حال، وظروف؟ وبأقلام من كتب؟ لا نجد أحدًا يجيبنا عن تلك الأسئلة وما شابهها إلا بأجوبة متباينة متخالفة جدًّا ...

والملخص أن المذاهب العلمية الجديدة ترفض أغلب أقوال علماء النقل التي هي أساس اعتقاد النصارى واليهود، وتقوض بنيان ادعاء السابقين، وتبرئ الأنبياء من تلك الكتابات".

ويواصل فيقول: "ما الحيلة ونحن من مائة سنة حيارى بين أسانيد يمحو بعضها بعضًا، فالحديث يناقض سابقه، والسابق ينافي الأسبق، وقد تتناقض أجزاء الدليل الواحد .. وأيِسنا من الوصول إلى معرفة صاحب الكتاب الحقيقي".

وصدق الله حين قال: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: ٧٩]. (١)

ثانيًا: العهد الجديد.

[هل ثبت إسناد متصل لكتب العهد الجديد؟]

[تمهيد]

تعود أسفار العهد الجديد السبعة والعشرون إلى ثمانية مؤلفين تفاوتت مقادير كتاباتهم، ففي حين لم تزد رسالة يهوذا عن صفحتين فإن لبولس ما يربو على المائة صفحة.

وأيضا يتفاوت قرب هؤلاء من المسيح، ففي حين أن متى ويوحنا وبطرس ويهوذا ويعقوب من تلاميذه الاثني عشر، فإن لوقا ومرقس لم يلقيا المسيح، بينما لم يتنصر بولس إلا


(١) هل العهد القديم كلمة الله؟ (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>