للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: وأكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذه الأبواب الأربعة. . . فأما اللحظات (النظرات) فهي رائد الشهوة ورسولها وحفظها أصل حفظ الفرج فمن أطلق نظره أورده موارد الهلاك (١).

[٣ - نهي النساء عن الضرب بالأرجل]

فمن الذرائع التي سدتها الشريعة أيضًا ألا تظهر النساء زينتها بالصوت، فقال تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}.

قال ابن كثير: كانت المرأة في الجاهلية إذا كانت تمشي في الطريق وفي رجلها خلخال صامت -لا يسمع صوته- ضربت برجلها الأرض، فيعلم الرجال طنينه، فنهى اللَّه المؤمنات عن مثل ذلك. وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورًا، فتحركت بحركة لتظهر ما هو خفي، دخل في هذا النهي؛ لقوله تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} (٢).

وقال القرطبي: وسماع هذه الزينة أشد تحريكًا للشهوة من إبدائها (٣).

قال الرازي: ومعلوم أن الرجل الذي يغلب عليه شهوة النساء إذا سمع صوت الخلخال يصير ذلك داعية له زائدة في مشاهدتهن (٤).

قال الآلوسي: فإن ذلك مما يورث الرجال ميلًا إليهن ويوهم أن لهن ميلًا إليهم (٥).

قال ابن القيم: فمنهن من الضرب بالأرجل وإن كان جائزا في نفسه لئلا يكون سببًا إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن (٦).


(١) الداء والدواء (١٩٤).
(٢) تفسير ابن كثير ٣/ ٣٧٨.
(٣) تفسير القرطبي ١٢/ ٢٠٥.
(٤) تفسير الرازي ١١/ ٣١٠.
(٥) روح المعاني ١٨/ ١٤٦.
(٦) إعلام الموقعين ٣/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>