وَلَا أَحْذِيَةً وَلَا عَصًا" (متى ١٠/ ٩ - ١٠)، فقد نص متى على منعهم من اقتناء (أي تملك) الأحذية والعصا، مخالفًا ما جاء في إنجيل مرقس.
[٥ - هل سمعوا صوت الله أم أن الله لا يسمع صوته؟]
يتحدث يوحنا عن الله الآب فيقول: "وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلَا أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ" (يوحنا ٥/ ٣٧)، وعليه فإن أحدًا لم يسمع صوت الله.
في حين أن الإنجيليين الثلاثة يتحدثون عن صوت لله سمعه الناس بعد عمادة المسيح على يد يوحنا المعمدان، يقول مرقس: "وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: "أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ"." (مرقس ١/ ١١)، و (انظر متى ١٧/ ٥، ولوقا ٣/ ٢٢)، فكيف يتحدث الإنجيليون عن صوت الله وهو يبشر بالمسيح في حين أن يوحنا يذكر أن أحدًا لم يسمع صوت الله ولم يره؟
ثانيًا: هل يتناقض المسيح؟
وتظهر الأناجيل المسيح متناقضًا مع نفسه في أقواله، ومرد ذلك إلى تناقض الإنجيليين الأربعة، أو تناقض الواحد منهم مع نفسه، وها هي النماذج:
[١ - بطرس شيطان أم رسول؟]
يتناقض متى في صفحة واحدة وهو يتحدث عن رأي المسيح في بطرس، فقد قال له: ": "طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أيضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. "وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا في السَّمَاوَاتِ" .... ".
ولكنه ناقض ذلك بعده بسطور حين قال عنه:"فَالْتَفَتَ وَقَال لِبُطْرُسَ: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لَا تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ"."(متى ١٦/ ١٧ - ٢٣) ثم يتحدث متى عن إنكار بطرس للمسيح في ليلة المحاكمة بل وصدور اللعن والسب منه (انظر متى ٢٦/ ٧٤).