للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١ - شبهة: زكريا - عليه السلام - يخشى من الموالي.]

[نص الشبهة]

جاء في القرآن على لسان زكريا: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ} لماذا خاف زكريا من الموالي (عصبته وبني عمه)، هل لأنه صاحب مال فخشى توريث ماله لمواليه؟ مع أنه مكتوب في التوراة أنه كان وزوجته بارَّين ولم يخشيا أحدًا؟

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: العلة من سؤال زكريا ربه.]

[الوجه الثاني: سبب خوف زكريا.]

[الوجه الثالث: زهد الأنبياء.]

الوجه الرابع: الأنبياء لا يورثون.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: العلة من سؤال زكريا ربه.]

إن زكريا - عليه السلام - خشي من الموالي أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفًا سيئًا، فسأل الله ولدًا يكون نبيًّا من بعده، لِيُسَوِّسَهُمْ بنبوته وما يوحى إليه. فأجيب في ذلك (١).

إذن كان سبب خوف زكريا وخشيته سببًا دينيًا لا سببًا دنيويًا، وفي مثل هذا يُمدح الرجال ويعظمون.

[الوجه الثاني: سبب خوف زكريا.]

إذن سبب خشيته منهم دينيٌّ، لا أنه خشي من وراثتهم له ماله، فإن النبي أعظم منزلة وأجل قدرًا من أن يشفق على ماله إلى ما هذا حده أن يأنف من وراثة عصابته له، ويسأل أن يكون له ولد، فيحوز ميراثه دونه دونهم. (٢)

[الوجه الثالث: زهد الأنبياء.]

أنه لم يذكر أنه كان ذا مال، بل كان نجارًا يأكل من كسب يديه، ومثل هذا لا يجمع


(١) تفسير ابن كثير (٩/ ٢١٥).
(٢) تفسير ابن كثير (٩/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>