للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم تفعل". (١)

الدليل السادس عشر: وفيه أن عيسى ابن مريم -عليه السلام- يحج البيت الحرام: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي نفسي بيده، ليهلن ابن مريم بفج الروحاء، حاجًّا أو معتمرًا أو ليثنينهما". (٢)

فهذه جملة من الأحاديث في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - تثبت تارة أنه عبد، وتارة أنه مخلوق، وتارة أنه نبي ... إلخ، وفي كل الأحوال هذه صفات لا تليق بالله تعالى؛ لأنها صفات المخلوقين، وقد ذكرنا في المقدمة بعض النصوص التي تدل على توحيد الله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فهي في جملتها تضاف إلى الأدلة الدّالة من القرآن والسنة على بطلان ألوهية المسيح -عليه السلام-.

الوجه الرابع: الأدلة من العهد القديم والأناجيل الأربعة على بطلان ألوهية المسيح.

وهي على أقسام:

القسم الأول: الأدلة المؤكدة لوحدانية الله تعالى الذي في السماوات، وأنه رب واحد، وإله واحد، لا يشاركة في ربوبيته ولا ألوهيته أحد، ولا تجوز العبادة إلا له وحده فقط:

لقد تضافرت على إثبات تلك العقيدة: أي توحيد الذّات وتوحيد الربوبية والألوهية، والتي هي أساس جميع الرسالات السماوية، نصوص العهد الجديد والعهد القديم، وفيما يلي بيان بعض هذه النصوص:

أولًا: من العهد الجديد:

١ - جاء في إنجيل مرقس (١٢/ ٣١: ٢٨): فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلهُ: "أيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟ " فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: "إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائيلُ. الرَّبُّ إِلهنا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهك مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمنْ كُلِّ قُدْرَتكَ. هذه هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ


(١) أخرجه البخاري (٣٢٥٤).
(٢) أخرجه مسلم (١٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>