(١٣)} أي: مطيقين ضابطين، وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢)}، فترى البعير على عظم خلقته يقوده الصبي الصغير ذليلا منقادًا، ولو أرسل عليه لسواه بالأرض ولفصله عضوًا عضوًا، فسل المعطل من الذي ذلَّه وسخره وقاده على قوته لبشر ضعيف من أضعف المخلوقات، وفرغ بذلك التسخير النوع الإنساني لمصالح معاشه ومعاده، فإنه لو كان يزاول من الأعمال والأحمال ما يزاول الحيوان لشغل بذلك عن كثير من الأعمال؛ لأنه كان يحتاج مكان الجمل الواحد إلى عدة أناسي يحملون أثقاله وحمله ويعجزون عن ذلك، وكان ذلك يستفرغ أوقاتهم ويصدهم عن مصالحهم، فأعينوا بهذه الحيوانات مع مالهم فيها من المنافع التي لا يحصيها إلا الله من الغذاء، والشراب، والدواء، واللباس، والأمتعة، والآلات، والأواني، والركوب، والحرث، والمنافع الكثيرة، والجَمال (١).