للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرضًا واتساعًا، ذا أثر في توجهها العقلي أو نشاطها الإنساني، ومنذ أقدم العصور إلى اليوم كانت البلاد والمجتمعات الإنسانية ذات تقاليد متنوعة ومختلفة جدًّا في هندسة الثياب وأشكالها، بالنسبة لكل من الرجال والنساء معًا، في سمعنا وما سمع أحد، أن تنوع الثياب هذا لعب دورًا في تفاوت تلك الأمم والجماعات في حظوظ التقدم العلمي والحضاري.

إن الثياب التي ترتديها الهنود، رجالًا ونساء، ذات طابع فريد من نوعه، والثياب التقليدية العريقة التي ترتديها نساء اليابان، كانت ولا تزال ذات طابع فريد مختلف، كما أن الثياب التي تستريح إليها الأوربيات والأمريكيات، هي الأخرى ذات طابع مختلف، ولم يشعر أي من هذه الأمم بأن هذا التنوع الكبير في موديلات الثياب، ينبغي أن ينتج عنه تنوع مماثل في درجة التقدم، والحضارات التي سادت يومًا ما، كالحضارة الساسانية والبيزنطية والإسلامية وغيرها، لم تقف عند شيء اسمه مشكلة الثياب، ولم تناقش فيها، بل لم تشعر بها.

فمن أين جاءت ومتى ولدت هذه الحقيقة التي لا علم للعالم كله ولا لتاريخه بها؟

وفي عمق بلادنا العربية: كالشام ومصر، نساء متحجبات، بلغن الذروة في اختصاصات علمية متنوعة، وساهمن إلى أقصى الحد في الأنشطة والخدمات الاجتماعية المتنوعة، فهل أهدرت حشمتهن التي استجبن فيها لحكم اللَّه -عزَّ وجلَّ-، كل ما قد شهد لهن به مجتمعاتهن من الامتياز العلمي والسبق الحضاري والنشاط الاجتماعي، فتحولن في لحظة سحرية عجيبة إلى جاهلات رجعيات متخلفات؟ ! .

كما تبين أن الحجاب بحدوده الشرعية المعروفة، لم يكن يومًا ما عشرة في طريق تقدم، أو عائقًا عن الوصول إلى أعلى قمم العلم والمعرفة.

[الشبهة الخامسة: الحجاب فيه حرمان المرأة من إظهار زينتها، وتقييد لحريتها الشخصية.]

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

الوجه الأول: وهل حَرَّم الإسلام على المرأة الزينة؟

هل تقبل المرأة أن تكون سلعة رخيصة يعاينها الجميع، الخسيس والكريم؛ وهل تقبل أن تسلم جسدها لعيون الذئاب البشرية؟

<<  <  ج: ص:  >  >>