أبي جحيفة عن أبيه قال "آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كُل فإني صائم، فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل .. . الخ الحديث وفيه من الفوائد: صنع الطعام للضيف وتقديمه له.
يكره الغضب والجزع وعنده الضيف: عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- أن أبا بكر تضيف رهطا فقال لعبد الرحمن: دونك أضيافي فإني منطلق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فافرُغْ من قراهم قبل أن أجئ، فأنطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده فقال: اطعموا فقالوا أين رب منزلنا؟ قال: اطعموا قالوا ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا قال: اقبلوا عنا قراكم فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقينَّ منه فأبوا فعرفت أنه يجد علي فلما جاء تنحيت عنه، فقال ما صنعتم فأخبروه، فقال يا عبد الرحمن فسكتُّ ثم قال يا عبد الرحمن فسكت فقال: يا غنثر، أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت فخرجت فقلت: سل أضايفك. فقالوا صدق أتانا به قال: فإنما انتظرتموني والله لا أطعمه الليلة فقال الآخرون والله لا نطعمه حتى تطعمه قال لم أر في الشر كالليلة ويلكم ما أنتم؟ لم لا تقبلون عنا قراكم؟ هات طعامك فجاءه فوضع يده فقال: باسم الله فأكل وأكلوا" (١).
إيثاره على النفس: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قالا: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال "من يضيف هذا الليلة رحمه الله فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني، قال: فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه، قال فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: