للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرط الرابع: أَنْ يَكُونَ النَّسْخُ بِخِطَابٍ شَرْعِيٍّ، فَارْتِفَاعُ الْحُكْمِ بِمَوْتِ المُكَلَّفِ أَوْ جُنُونِهِ لَيْسَ بِنَسْخٍ، وَإِنَّمَا هُوَ سُقُوطُ التَّكْلِيفِ جُمْلَةً (١).

الشرط الخامس: أَنْ لَا يَكُونَ المنسوخ مُقَيَّدًا بِوَقْتٍ (٢).

الشرط السادس: أَنْ يَكُونَ مِمَّا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَشْرُوعًا، وَأَنْ لَا يَكُونَ مِمَّا لَا يَحْتَمِلُ التَّوْقِيتَ نَسْخًا، مَعَ كَوْنِهِ مَشْرُوعًا.

فَلَا يَدْخُلُ النَّسْخُ أَصْلَ التَّوْحِيدِ بِحَالٍ؛ لِأَنَّ الله تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، وَكَذَا مَا عُلِمَ بِالنَّصِّ أَنَّهُ يَتَأَبَّدُ وَلَا يَتَأَقَّتُ فَلَا يَدْخُلُهُ نَسْخٌ، كَشَرِيعَتِنَا هَذِهِ (٣).

المبحث السادس: معرفة تقدم المنسوخ عن الناسخ. (٤)

لمعرفة تقدم المنسوخ عن الناسخ طرق هي:

[الطريق الأول: النطق الصريح وهو أربعة أنواع]

الأول: قول من الله تعالى، وله ثلاثة أنحاء:

أولها: أن يدل على رفع الحكم من غير بدل، كقوله تعالى: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: ١٣]، بعد الأمر بتقديم الصدقة في قوله سبحانه: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: ١٢].

ثانيها: أن يدل على ثبوت نقيض الحكم السابق، كقوله تعالى: {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧]، فإنه يدل على عدم حرمة المباشرة التي كانت ثابتة من قبل.


(١) المصدر السابق.
(٢) المصدر السابق.
(٣) البحر المحيط (٤/ ٧٩)، إرشاد الفحول (١٨٦)، معالم أصول الفقه (٢٥٠).
(٤) نواسخ القرآن لابن الجوزي (٩٦)، شرح الكوكب المنير (٣/ ٥٦٣٣)، لباب المحصول (١/ ٣٢٢، الأحكام لابن حزم (١/ ٤٨٨)، روضة الناظر (١/ ٢٧٠) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٢/ ٦٠)، إرشاد الفحول (١٩٧)، مناهل العرفان (٢/ ١٥٠)، مذكرة الشنقيطي (١١٠)، معالم أصول الفقه (٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>