للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلَا عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلَانِ يَسُوعَ المُسِيحِ .... أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لحْمًا وَدَمًا وَلَا صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أيضًا إِلَى دِمَشْقَ. ثُمَّ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَلكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلَّا يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ." (غلاطية ١/ ١١ - ١٩).

ويؤكد بولس على تميزه عن سائر التلاميذ وانفراده عنهم، ويصفهم بقوله: "وَلكِنْ بِسَبَبِ الإِخْوَةِ الْكَذَبَةِ المُدْخَلِينَ خُفْيَةً، الَّذِينَ دَخَلُوا اخْتِلَاسًا لِيَتَجَسَّسُوا حُرِّيَّتَنَا الَّتِي لَنَا فِي المُسِيحِ كَيْ يَسْتَعْبدُونَا، الَّذِينَ لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلَا سَاعَةً، لِيَبْقَى عِنْدَكُمْ حَقُّ الإِنْجِيلِ. وَأَمَّا المُعتَبَرُونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ - مَهْمَا كَانُوا، لَا فَرْقَ عِنْدِي، الله لَا يَأْخُذُ بِوَجْهِ إِنْسَانٍ - فَإِنَّ هؤُلَاءِ المُعْتَبَرِينَ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ. بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الخِتَانِ." (غلاطية ٢/ ٤ - ٧).

وهكذا يؤكد بولس بأن ما يحمله في تبشيره لم يتلقه عن تلاميذ المسيح، بل هو من الله مباشرة.

رابعًا: اعترافات نصرانية بابتداع بولس لما قدمه

" يقول الفيلسوف الروسي تولستوي: "إن بولس لم يفهم تعاليم السيد المسيح ولم يره قط في حياته، ومن ثم فلم يكن من حوارييه، وبالتالي لم يتلق تعاليمه منه مباشرة، الأمر الذي جعله يطمس هذه التعاليم بتفسيراته التعسفية، إن الأقوال الواردة في كتب العهد القديم، لا تدل على أن يسوع هو الله ولا ابن الله."

وفي دراسة لسيببينوذا في العهد الجديد، ينتهي بعد تركيز شديد على موضوع واحد جوهري، وهو الفرق بين النبي عيسى والحواري بولس، أي بين الإنجيل وأعمال الرسل والرسائل.

فمن ناحية الأسلوب، يختلف أسلوب النبي في الإنجيل عن أسلوب الحواري في الرسائل، يؤكد النبي في الإنجيل أنه يتحدث بناء على تفويض من الله، أما الحواري فإنه يتحدث باسمه، ويعبر عن آرائه الشخصية، والنبي لا يخطيء أما الحواري فيخطيء ويصيب.

والنبوة من عند الله، أما رسالة الحواري فمن عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>