للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العرش له قوائم]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال: "النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلا أَدْرِي أَفاقَ قَبِلي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ". (١)

هذا جزء مما يتعلق بالعرش في عقيدة أهل الإسلام، لا تشعر فيها إلا بالعظمة للخالق سبحانه وتعالى.

أما عن قولهم: إن الله يجلس على العرش والعرش له أطيط وصرير من ثقله ويشبه الراكب على الرحل. فهذا لا يصح لأنهم يعتمدون على حديث ضعيف وبيانه كالتالي:

عن جُبَيْرٍ بن مُحَمَّدِ بن جُبَيْر بن مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَال: جَاءَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْرَابِيٌّ، فَقَال: يَا رَسُولَ الله جَهِدَتِ الأَنْفُسُ، وَضَاعَ الْعِيَال، وَهَلَكَتِ الأَمْوَال، وَنَهَكَتِ الأَنْعَامُ، فَاسْتَسْقِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لَنَا، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى الله، وَنَسْتَشْفِعُ بِالله عَلَيْكَ، فَقَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: وَيْحَكَ تَدْرِي مَا تَقُولُ؟ ، فَسَبَّحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَمَا زَال يُسَبِّحُ، حَتَّى عَرَفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَال: وَيْحَكَ لا يُسْتَشْفَعُ بِالله عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، شَأْنُ الله أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَيْحَكَ تَدْرِي مَا الله -عَزَّ وَجَلَّ-؟ إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَاوَاتِهِ، وَأَرْضِهِ هَكَذَا، وَقَال بِإِصْبَعَيْهِ: مِثْلُ الْقُبَّةِ، وَإِنَّهُ لَيَئطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِب. (٢)

الوجه السابع: ماذا قال الكتاب المقَدس عن العرش؟


(١) البخاري (٣٣٩٨).
(٢) ضعيف. رواه أبو داود في سننه (٤١٠١)، والطبراني في الكبير (١٥٤٧) من طريق جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده به.
فيه جبير بن محمد بن جبير وهو مقبول وهذا حيث يتابع وإلا فهو لين ولم يتابع هنا. فعلى هذا فإسناده ضعيف. وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة والموضوعة" (٢٦٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>