للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسدَّ الشرع بذلك ذريعة يتوصل بها إلى الزنا، وجعل الاستئذان حتى استئذان الرجل على أمه وأخته من الأمور التي دلت عليها شريعتنا الغراء (١).

[١٠ - تحريم مس الأجنبية ومصافحتها]

فهذه أيضًا من الذرائع الموصلة إلى الزنا، فلمس المرأة باليد يحرك كوامن النفس ويفتح أبواب الفساد، ويسهل مهمة الشيطان، من أجل ذلك صار التحريم وتوعَّد اللَّه من يفعل ذلك، فعن معقل ابن يسار -رضي اللَّه عنه- قال: قال: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له (٢).

فهذا بمجرد المس، فما بالك بما فوقه، والذي يتهاون ويتساهل في هذا الأمر فهو على خطر عظيم (٣)، ولما كان مس المرأة الأجنبية مما يتوصل به إلى هذه الفاحشة صار التحريم في مس يدها.

[١١ - منع إشاعة الفاحشة ونشر الرذيلة في أوساط المؤمنين]

بل حرم اللَّه تعالى مجرد حب إشاعة الفاحشة في البلاد والعباد (٤).

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (١٩)} (النور: ١٩) وكل هذا من رحمة اللَّه بعباده


(١) (تفسير سورة النور للشيخ/ مصطفى العدوي).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٤٨٧)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١٩١٠) وقال: حسن صحيح.
(٣) عودة الحجاب (القسم الثالث: ٤٣).
(٤) عودة الحجاب (القسم الثالث: ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>