فَادْخُلي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا". ٣٥ فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا، ٣٦ فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ "مُوآبَ"، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. ٣٨ وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ "بِنْ عَمِّي"، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ."
(٢) موسى وهارون يخونان الله ولا يقدسانه ولا يصدقانه:
لقد روى النصارى في كتبهم أن الله تعالى عاقب موسى بالموت، وكذلك هارون من قبل؛ لأنهما خاناه ولم يقدساه ولم يصدقاه.
ويروون كذلك أن موسى طلب من الله أن يعفيه من الرسالة، وأنه رفضها، وأن هارون صنع عجلًا لبني إسرائيل ليعبدوه دون الخالق القهار. (١)
(٤) داود يزني ويقتل بريئًا:
يتهم النصارى داود - عليه السلام - بالزنا مع امرأة، وأنه أرسل زوجها إلى الحرب وأمر بقتله هناك.
وانظر التفصيل في (صموئيل الثاني ١١/ ١ - ٢٧) وغيره.
وهذا جزء قليل جدًّا مما ذكر في كتابهم من خطايا نسبوها للأنبياء.
[ثالثا: قتل الناس إلههم وإهانته أكبر من معصية آدم]
ثم أنه لو جاز أن الله تعالى يطالب بني آدم بذنب أبيهم، فليس في صلب المسيح ما يمحو ذلك الذنب، بل إن في ذلك ما يضيف خطيئة أخرى، فسيطالب الجنس البشري بجريمة آبائه وإخوانه اليهود الذين قتلوا إلههم أو الأقنوم الثاني منه ظلمًا وعدوانًا.
وبهذا لا يمكن أن تساوي معصية آدم شيئا إذا قيست بمعصية الناس حين صلبوا ربهم، حين أتى إليهم، وقبل الهوان واللعن والعذاب من أجل خلاصهم.
رابعًا: المسيح يضن على امرأة بالمساعدة فهل يبذل حياته عن الناس؟
روى متى (١٥/ ٢١ - ٢٨) عن المسيح فقال: "٢١ ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. ٢٢ وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّة خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: "ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا". ٢٣ فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلَامِيذُهُ وَطَلَبُوا
(١) انظر (سفر التثنية ٣٢/ ٤٨ - ٥٢، ٢٠/ ٢٤)، (سفر الخروج ٤، ٣٢/ ١ - ٦).