[الوجه الثاني: المستفاد من الحديث]
المستفاد من الحديث أنه لا تؤخذ منه عقيدة ولا يعتبر بما فيه على أنه من عقيدة الإسلام.
ولكن لو صح الحديث لآمنا به كما جاء؛ لأن عقيدتنا قائمة على الخبر الصحيح.
[الوجه الثالث: إثبات عذاب القبر للكافر.]
أثبت القرآن عذاب القبر للكافر:
قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)} [غافر: ٤٦].
قال ابن كثير: وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} (١)
وكذلك السنة وقد ثبت ذلك في أحاديث صحيحة كثيرة كما في حديث البراء الطويل، وغيره وقد مر ذلك كثيرًا.
والحديث فيه فوائد مهمة: منها:
١ - إعلام النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته بما يحدث لهم في قبورهم. وفي هذا رادع عن الباطل وترغيبا للحق والسير فيه.
٢ - أن الروح ترد إلى الميت عند ذهاب آخر قدم من عنده. ولكن على كيفية غير كيفية الدنيا.
٣ - أن الكافر لا يوفق في الإجابة عن الأسئلة الثلاثة.
وذلك بأن أعرضوا عن الله تعالى في الدنيا، فأعماهم الله وأضلهم عن الإجابة في القبر.
٤ - أن الكافر في القبر يذوق من عذاب الآخرة كما قاله تعالى عن فرعون وقومه: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦].
٥ - أن المؤمن يبشر بأن يفتح له من الجنة بابا ينعم به إلى يوم القيامة.
(١) تفسير ابن كثير (٤/ ١٠٣).