عن عائشة قالت: دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم. قالت: فكذبتهما ولم أُنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عجز جمهود المدينة دخلتا عليَّ فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم! فقال: صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم. قالت: في رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر.
وللجواب عن ذلك نقول:
الوجه الأول: عقيدة أهل السنة في عذاب القبر.
[الوجه الثاني: الأدلة على إثبات عذاب القبر.]
الوجه الثالث: هل العذاب على الروح والبدن؟ أم على البدن فقط؟ أم على الروح فقط؟
الوجه الرابع: غير الجن والإنس يسمعون عذاب القبر.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: عقيدة أهل السنة في عذاب القبر]
يعتقد أهل السنة والجماعة أن القبر هو البداية للحياة الآخرة، وهو الذي يعرف فيها الإنسان مصيره، إما إلى جنة وإما إلى نار.
وأن الحياة البرزخية (حياة القبر) هي غيب نعلم معناه ووصفه لكن لا نعلم كيفيته، فلأجل ذلك يؤمن أهل السنة بما ورد ولا يسعون إلى معرفة الكيفية.
وأن العذاب والنعيم في القبر يقع على الروح والجسد معا.