للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)}، وفي أثناء القراءة إذا مر بآية تسبيح سبح وكبر، وإذا مر بآية دعاء واستغفار دعا واستغفر، ... ، قال حذيفة: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح البقرة، وإذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل. (١)

التاسع: تحسين القراءة وترتيلها: بترديد الصوت بلا تمطيط مفرط يغير النظم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" (٢)، واستمع - صلى الله عليه وسلم - مرة إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - فقال: لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير داود. (٣)

ومن الآداب الباطنة: الاْول: فهم عظمة الكلام وعلوه وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه حيث أوصل إليهم معاني كلامه بكل يسر وسهولة.

الثاني: التعظيم للمتكلم، فالقارئ عند البداية بتلاوة القرآن ينبغي أن يحضر في قلبه، عظمة المتكلم ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر، ولمثل هذا التعظيم كان عكرمة بن أبي جهل إذا نشر المصحف غشيَ عليه ويقول: هو كلام ربي هو كلام ربي.

الثالث: حضور القلب وترك حديث النفس، .... ، قيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن تحدث نفسك بشيء؟ فقال: أو شيء أحب إليّ من القرآن حتى أحدث به نفسي؟ .

الرابع: التدبر: وهو وراء حضور القلب؛ قال علي - رضي الله عنه -: لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: ١١٨] (٤).

الحق الثالث: العمل به وتطبيق أحكامه: فلقد أنزل الله الكتاب بالحق والميزان ليقوم الناس بالقسط ... وليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ... وفرض على المسلمين ما فيه


(١) مسلم (٧٧٢).
(٢) البخاري (٧٥٢٧) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) البخاري (٥٠٤٨)، مسلم (٧٩٣).
(٤) ابن ماجه (١٣٥٠) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (١١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>